العاصفة الخرساء

١٢_ الوقت من ذهب

يداه حول خصرها بينما يدفعها إلى دائرة الرقص و كأنها حلبة مصارعة
إنبعثت من آلات الموسيقين ألحان رومانسية عذبة لكنه كان سيرقص على أنغام خوفها بينما تنظر له بعينيها العسليتان .

طيلة الخمس و عشرين سنة من عمره رأى عيونا مختلفة الألوان و الأحجام ؛ الخضراء كغابات مزدهرة ، الزرقاء كمحيط غزير ، الرمادية كألوان السماء المغيمة ثم هناك عيناها هي .

لم يكن لونهما العسلي فقط ما يجذبه فلون عينيها كان طبيعيا متداولا جدا إن صح التعبير و ليس به شيء مميز .

لكن النظرات التي تنبعث من عينيها هي ما جذبه ؛ التحدي ، القوة ، العزيمة و الإصرار .

أربع صفات لم يعرفهم في أي إمرأة قبلها .

و بدل أن يجذب هذا قلبه لحبها فهو جعله يفكر في أكثر الطرق نجاعة لينتقم منها .

لم ينتقم منها ؟

هو أيضا لا يعرف ربما لأنه يكره النساء أو ربما لأنه رجل أناني لا يرغب في أن تصل إمرأة إلى مكانته .

****

وضع يده خلف ظهري ، أمسك يدي اليمنى بين يده و تحرك بي وسط حشود الراقصين في القاعة الكبيرة .

لم أكن يوما راقصة ماهرة فأنا بطبعي لا أحب هذا النوع من الحفلات و لكني تفاجأت بالسيد ستايلز يتحرك بسلاسة

" أنت ترقص بمهارة " قلت له ساخرة .

" هذه المرة الأولى .. و الأخيرة " قال و عاد لصمته بينما يحركني و كأنني قلم في يده .

كنت أدعس قدمه بين الحين و الآخر ، بصراحة كنت أفعلها عمدا كي أنتقم من كل المرات التي جعلني أتعثر فيها و أنا أركض من مكان إلى آخر أثناء العمل .

لكنه كالصخرة الصلبة التي هو متكون منها لم يحرك ساكنا ، تعابير وجهه بقيت كما هي جامدة ، لم يكن هناك تفصيل واحد فيه يتحرك سوى عندما ترمش عينيه .

طحنت أسناني غضبا ، أريد جعله يشعر بالألم بأي طريقة لذلك جعلت من دعساتي على قدمه أقوى و أقوى ..

كل ما فعله هو أخذي من يدي و تدويري في نصف دائرة ثم إمساكي من خصري ثانية و تقريبي من جسده .

كان وجهه قريبا مني كثيرا ، يكاد أنفه يلامس أنفي و بدأت أشعر بحرارة أنفاسه عندما فتح شفتيه قليلا .

عيناه نزلتا قليلا من وجهي إلى عنقي فصدري ثم عادت من جديد إلى عيناي .. ترك خصري ليجعلني أدور ثانية ثم أسقط بين ذراعيه .

كنت كالدمية بين ذراعيه ، يحركني كما يريد ، أين ما يريد و كيفما يريد .

" آنسة بوكاوسكي " قال لي بصوت مبحوح بعض الشيء " أليس من الغريب أني أجدك تشبهين مساعدي قليلا ؟"