٤_فوضى الملفات

8.9K 782 106
                                    


فتحت باب المكتب .. مكتبي أنا !

دخلت بهدوء للغرفة المظلمة و فتحت النافذة المطلة على الشارع الرئيسي حيث تعالت أصوات الخيول و عجلات العربات .

دلفت أشعة الشمس الخافتة من خلف الغيوم لتنعكس على حيطان المكتب الباهتة تفحصت بعيناي كل ما يحيط بي من أثاث قليل  ؛ مررت أصابعي على الطاولة المغبرة بعض الشيء .. أخذت منديلا من جيب سروالي لأمسحها و أتمعن النظر في لونها الخشبي القديم .

لم يكن هناك أي وجود لأي إطار و لا اي مظهر من مظاهر الزينة .. في الركن الأيسر كان هناك خزانة فيها الكثير من الرفوف ، فتحت أحدها لأجده ممتلئا بالملفات .

كان هناك صندوق صغير على الأرض ، فتحته لأجد فيها اقلاما و أوراقا و مفكرة .. نظمتها جميعا على الطاولة و قررت أنني سأحضر من غرفتي مزهرية صغيرة لتزين المكان و ربما إطارا لتزين الحائط .

جلست على الكرسي الخشبي و أخذت نفسا عميقا بإبتسامة واسعة ، لكان والداي فخوران بي الآن و أنا أحقق حلمهما بتحرير المرأة .. لطالما كانا يريان هذا المجتمع الذكوري مثيرا للشفقة !

لاحظت وجود آلة صغيرة رمادية معلقة في الحائط كأنها أنبوب ما ، يصلني بمكتب السيد ستايلز و فيه مجذب يسحب للأمام و لكني لم اعرف ماهي فائدته .

طرق الباب لأرفع رأسي " تفضل " قلت ليدخل نايل حاملا معه بضعة أوراق و رسائل .

" هذه جاءت للسيد ستايلز " قال و وضعها أمامي .

" و لماذا تقدمها لي ؟" عبست

" لأنك مساعده ؟!" قال بنبرة ساخرة بعض الشيء " عليك أن تقوم بتقيمها و تقدم له الأوراق المهمة فقط "

" و كيف يفترض بي أن أعرف أي الأوراق مهم و أيها الذي يفترض إلقائه !؟" قطبت حاجباي ، هذا أول يوم عمل و بدأت المشاكل .

" لا أدري أنا لم أعمل مساعده سابقا !" هزّ كتفيه و خرج لأتأمل الأوراق التي أمامي .

تفحصتها واحدة تلو الأخرى ؛ رسالة من المحكمة ، رسالة من شركة الهند الشرقية ، رسالة من إليزابيث روساي ، رسالة من اللورد جورج ڨراي .

كيف سأعرف من يجب علي إبعاده عن قائمة السيد ستايلز للأشخاص المهمين ؟

أخذت كل الأوراق و إتجهت الى الباب الذي يفصلني عن مكتبه ، أخذت نفسا عميقا و طرقت الباب لكنه لم يجب .. هل خرج ؟ هل هو نائم ؟ ألم يسمعني ؟ طرقت أكثر و أكثر الى أن سمعت صوتا حادا منزعجا

" أدخل "

دخلت بهدوء لكن نظراته جعلتني أحس بالإرتعاش و أتمنى لو أعود الى مكتبي الهادئ  ، سحقا لماذا ينظر لي و كأنه سيقتلني في أي لحظة ؟

" لقد أحضرت رسائلك سيدي " قلت و وضعتهم امامه لكنني لاحظت أنه ينظر ليداي بطريقة غريبة .

العاصفة الخرساء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن