١٠_ كشف الأسرار

7.7K 744 192
                                    

جلس خلف مكتبه يقلب أوراقه المتناثرة كأوراق الخريف هنا و هناك ، يعد نقوده التي تتكاثر في رصيده البنكي كل يوم .

كان يحب المال حبا جما ، يعشق رائحة الأوراق المالية و يستأنس بصوت القطع النقدية في جيب سرواله الأسود .

عاد به تفكيره فجأة إلى تلك المرأة المجنونة التي ستكون زوجته بعد شهر .. لقد كرهها من أول ما فتحت فمها رغم أنها شكلا بدت غاية في الجمال .

لطالما كره النساء ، جميعهن بإستثناء أمه .

كان ذلك قبل أن يقطع أفكاره صوت فتح الباب و إغلاقه في عنف شديد ، رفع رأسه مستعدا للصراخ على أيا كان الشخص الذي دخل عندما قابلت عيناه عينا إليزابيث ذات اللون الأزرق .

" كيف تفعل بي هذا ؟" صاحت بغضب و هي تتقدم نحوه لتصل إلى كرسيه و تضرب صدره .

أمسك معصمها بقوة لكنها واصلت الصراخ " من هي هذه ليليان التي ستتزوجها ؟ كيف تفعل هذا و أنت تعرف أني أحبك هاري ؟" صرخت حتى إحمر وجهها ثم أخذت في البكاء و إرتمت في أحضانه .

" إليزابيث " قال محذرا لكنها رفعت رأسها لتمسكه من وجهه بقوة و تدفع شفتيها إلى خاصته و قبلته بقوة .

هو كان حقيرا ، لم يهتم يوما لمشاعرها و لا لإهتمامها به ، في الواقع هو إستغلها كثيرا .

لذلك فلم يتوانى في تلك اللحظة على تقبيلها أيضا ، بهدف متعته الشخصية لا غير .

لكن صوت فتح الباب مجددا فاجأه ليجد مساعده غريب الأطوار السيد فيكتور بوكاوسكي يقف في الباب فاتحا فمه على مصرعيه بينما ينظر لهاري الذي يمسك المرأة بين ذراعيه و يقبلها .

" ماذا تريد ؟" سأله هاري بعد أن ترك المرأة و جلس على كرسيه من جديد بارد المشاعر و كأنه لم يكن يمتص شفتيها منذ لحظات .

هي بالمقابل كانت تتنفس بصعوبة و كذلك السيد بوكاوسكي .

*******

" أحضرت .. أوراقك سيد ستايلز " قلت له و قدمت له الأوراق بينما أمشي بإتجاهه بخطوات متعثرة .

بعد أن خرج السيد هوران من مكتبي تملكني الفضول ، وضعت أذني على الباب لأستمع لحديثهما و لكن لم يكن هناك أي كلام .

لذلك أخذت ملفا كان قد طلبه قبل مجيئها و دخلت بسرعة .

" حسنا بإمكانك الخروج " قال لي

أحسست بشيء في صدري ينقبض ، سأتزوج بعد شهر واحد من رجل يخونني علنا من الآن !

الإبتسامة على وجه إليزابيث لم تجعلني أشعر سوى بألم أكبر .

" قلت أنه بإمكانك الخروج " قال مرة أخرى عندما لاحظ عدم تحركي من مكاني .

" همم نعم.. هناك شيء آخر " قلت متلعثمة " لديك إجتماع مع مدير البنك بعد ساعة واحدة " قلت له ليومأ برأسه ثم حملت نفسي لأخرج من الغرفة سريعا .

العاصفة الخرساء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن