46

3.2K 84 1
                                    


~ عيناك قيدت قلبا .. كان حُر ~ 

مدخل •••
[ ~ آرجوك ، لآ تكذُب عليّ ،!
مآ لم تكُن متأكدآ من إني لن آكتشف آلحقيقة ~]

‎كانت مجدوهة! 
‎مصدومة! 
‎عيونها جمدت وكأن الجفاف طغى عليها 
‎وهي تنقل انظارها بين اللوحة الي ع الجدار وبين جدها ،، كانت مششاعررها ملخبطةةة 
‎ما عمرهاا عرفت معلومة عن امها 
‎ما تدري كيف كانت 
‎كيف شكلها 
‎لون عيونها 
‎ضحكتها
‎! او كيف ماتت اصلا 
‎كل الي تعرفه ان ابوهاا كاره طاريهاا 
‎وما يبي ذكرها يجي بخيررر او شرر
‎وكإنه كتب عليها اليتم حتى من الطاري بس! 
‎ماتدري ليه جاها شعور حلو او فرح غريب
‎ لانها واخيرا لقت الي تقدر تسئله عن امهاا بحريةةة
‎وتعرف عنها المعلومات الي من حق اي بنت ف مكانها تكون عارفتها 
‎ بعيد عن سلطة والدها الظالمة 
‎لفت ع جدها وهي تناظره بعيون متجمعة فيها الدموع ،، كان جسمها ينتفض بهدوء وشعر جسمها وقف من رهبة الموقف ! ،، وكأنها داخلة معبد!!
‎نطقت وعيونها تتجول بانحاء الغرفة الي الترتيب كان طاغي عليها رغم التراب الي غطا كل شي وكأن ماحد دخل هالغرفة من زمن طويل : جدي كيف كانت امي ؟ ووو كيف ماتت ؟!
‎ تقدم قدامها وهو يجلس ع السرير ،، وكمية من الغبار لاحت بالمكان ،، وابتدى جدها يسعل شوي ،، وقف وهو مخنوق ،، نطق بصعوبة : تعالي تحت بنتكلم وبخلي الخدامة تنظفها وبعدها تعالي وتمعني فيها 
‎رفضت انها تخرج من الغرفة ،، كان ودها تعيش هنا العمر كله! 
‎ف المكان الي كانت امها فيه 
‎تبغي تشم ريحتها
‎تقدمت تحت انظار جدها وهي تتلمس فراشها،، علها تشم ريحتها!
‎وما جا ب انفها غير ريحة الغبار الي غطت ع المكان 
‎تقدمت وسط محاولات جدها انها تنزل اللحين ،، نطقت وهي تسحب الاطار الي بجنب السرير والي فيه صورة لرجل آربعيني فيه من ملامح امها : جدي مين ذا ؟! 
‎ترحم وهو يكمل : هذا اخوها الله يرحمه ميت 
‎نطقت بصعوبة وزاوية فمها ابتدت تتقوس وبتبتدي نوبة بكاء انحبس من سنين : كيف مات ؟! كيف ماتت؟! 
‎ابتدت بعد هالكلمتين تبكي بهدووءء وفقدت السيطرة ع دموعها ،، 
‎كان عندها امل 
‎ان يكون عايش ويحكيلها عن امها 
‎شي من ريحة امها يصبرهااا 
‎كملت من بين دموعها : جددددي ليه ماتوووو ،، ليه ما شفتهم قبل لا يموتون ابييي اكلمهم ( وهي تصرخ ) ابيييي احد يحكيليييي عنهاااا
‎تقدم ناحيتها وهو لا زال يسعل سحب الاطار من يدينها ورماه ع السرير،، وسحبها وسط رفضها وهو يتمتم : انا بحكي لك كل شي تعالييي بس ،، بنجي مرة ثانية يوم ينظفونها 
‎خضعت ليديه وهي تشوفه تعب وصار يسعل اكثر من زود الغبار الي ف الغرفة ،، طلعوا وهو مستند ع يديها ودموعها لا زالت تنزل بلاا شعور 
‎حقدت ع ابوهاا ،، كرهته بعدد كل ذره ف الكون!
‎وكأنه كان يتجنب طاريها لانه كان يدري انه لو انفتح موضوع امها،، بتكرهه وبتحقد عليه
‎نزلوا تحت ،، جلس جدها وجلست ع اقرب كرسي مقابل له وهي تناظره بلهفة تبيه يبدآ يحكيلها عنها ،، قدمت له كوب الموية ولا زالت عيونها معلقة فيه 
‎ابتسم وسط نظراتها وهو يمسح ع يدها الي ع الطاولة : بحكي لك كل الي تبيه لا تخافين بس انا ما ودي اضايقك يالغلا 
‎بلعت ريقها وهي عارفة ان ذكريات امها الظاهر حزينة من كره ابوها لهالطاري استنتجت هالشي : عادي جدي قول اي شي ابي اسمع 
‎نطق وبان ع وجهه حبه الواضح : كانو اولاد اصلي غير عندي ،، بعد ما ماتت ،، غلا ظلت عندي وغياث متزوج وساكن لحاله ببيت ،،يشتغل مع ابوك ف الشركة ،، كانوا حسبة اولادي ،، وخطبت غلا لابوك ،، ( ناظرها وعلامات الانزعاج ابتدت تظهر ع وجهها وتنعكس ف وجهه ) بس هو ما كان يبيها ( وهو يحاول يرقع الموضوع ) ما كان يبي يتزوج اصلا ،، لكني هددته اني بتبرى منه واجبرته يتزوجها وتكون ام اولاده ( نزل راسه ) انا خطأت ف هالشي يا بنيتي 
‎قاطعته وهي تناظره بقوه : وامييي ؟!! كانت تبيه ؟ والا اجبرتها بعد ؟! 
‎الجد وهو يناظر عيونها الي تلمع بالدموع : يا بنيتي انا عملت كذا عشانها ،، كانت تحب ابوك ،، كنت اشوف هالشي ف عيونها ،، وما قدرت احقق الي تبيه الا فهالطريقة ،، بغيتهة تكون من عيلتنا وولدها يحمل اسم عمر واسمي واربط العيلتين ،، اغلب اولادي كانوا يكرهونهم لانهم ظنوا انهم خذوا الحب منهم ،، انا صرت اعشق شي اسمه اولاد اصلي ،، ما صار عندهم اطفال ،، ف البداية كان رافض فكرة الطفل لكن بعدها صارت حامل ،، 
‎ابتسمت وكان جا دورها ف الحديث وعلاقتها ف امها : ايوا ايش صار؟
‎ميل فمه وهو يكمل : حامل مو فيك! ( كمل وهو يشوف عقدة حاجبها ) كانت حامل ف ولد وكانت طول فترة الحمل تعبانة وابوك كان مسافر ،، وولدت ف الشهر السابع ما كملت حملها ،، وو ،، مات الطفل! 
‎فجر وهي تناظره بيأس : وامي وش صار فيها ؟!
‎ابو عمر : حزنت كثير ،، لانها كانت متأملة ان هالطفل بيحبب ابوك فيها ،، وبعدها رفض عمر محاولة ان يكون عنده طفل ثاني ،، وكان يبي يطلقها ،، لكن منعته وصارت مشاكل خلال فترة طويلة ،، راحت سكنت عند اخوها سنة كاملة وابوك ما سئل عنها ،، وبعدها بسنة تزوج وجاب زوجته بدون علمي ! ،، ورفضت انها تدخل البيت وهددته بالورث والشركة ،، اخر شي اعدل بينهم ،، وصار يروح فترة للي ما تتسمى والي سكنت خارج المملكة وبعدها يرجع ل غلا ،، لين بعد ٣ سنين ثانية تقريبا صارت حامل فيك ،، ( تنهد وهو رجع يسعل ) كانت فرحانة فيك رغم انها عارفة انه ما يبي بنت يبي ولد ،، لكن ف اخر شهر كانت لحالها عند ابوك ف البيت وصار حريق واستنشقت دخان كثير ،، 
‎نزلت دموعها وهي متألمة ع حياة امها الي ضاعت هباء وكلها مشاكل وما تهنت ف يوم تحت رحمة الي ما يرحممم ! 
‎؟ نطقت وهي تبكي : اجل كيف عشت انا 
‎ابتسم وهو يمسح ع يدها : برحمة ربي قدروا ينقذوك ،، لكن امك دخلت غيبوبة بعدها ،، 
‎سكت وهو يناظرها وهي فاقدة الرغبة انها تكمل هالحديث المؤلم ،، وكأنها عرفت نهايته المرة الي ما تبي تسمعها ،، والي كان خالي تماما من اي لحظة سعيدة ! ،، ابتسمت باستهزآء ع حالها وكأنها بتعيش الي عاشته امها ،، الحزن الي تحس فيه هذا جزء من حزن امهاا ،، لكن ما بتسمح له يعيشها العذاب الي عاشته امها ،، لا يمكن تسمح له فهالشي! 
‎وقفت مبتعدة عن المكان وتوجهت للشباك تناظر برا : والحريق كيف صارر؟ 
‎الجد : والله يا بنيتي ماني عارف ،، لاني ما رايح كثير لبيت عمر القديم 
‎نطقت بقوة وهي تلف ع جدها وبعيون تجدح : جدي ما ممكن يكون ابوي حرق البيت ؟!! 
‎ناظرها وهو مصدوم : لا يا بنيتي ايش هالكلام ،، انا اصلا حملته ذنب موتها ورفضت اني اشوفه اصلاا بعد ما ماتت لاني عانيت ف غيابهاا ،، لكن مستحيل هالشي ،، عمر يخاف الله 
‎لفت وهي تبتسم ،،وهي تشوفه مجرد صلاة ،، لا يخاف الله فيها ولا شي! ،، يمكن سلوى وعسل ايييه ،، لكنه الظاهر ما يخاف الله لا فيني ولا ف امي ! 
‎راحت عيونها للخدامة الي جات ع جدها : في رجال برا يبغي انت 
‎هز راسه ،، وهي لفت ع جدها : جدي انا باخذ الخدامة لغرفة امي 
‎اشر لها بعيونه وهي تنادي الخدامة وتتوجه للطابق الثاني،،

ܓܨ•••
✖ •

في كل آنسآن تعرفه ،، آنسآن لا تعرفه "! "

المزرعة / 

‎كان واقف بطوله ،، ف الساحة الامامية للمزرعة والي هي عبارة عن ممر وع جانبه الايمن مساحة شاسعة من الخضار ،، والجانب الايسر طريق يادي لفلة كبيرة ،، ونهاية الممر درج صغير يادي ل بوابة كبيرة بنية ،، وبجنبها نافورا ،، تقدم وسط انظار الحرس الي كانوا خايفين منه ومتاهبين لاي حركة غريبة منه ،، خصوصا بعد اخر موقف جمعهم يوم دخل المزرعة وف ايده مسدس يهدد ويتوعد! 
‎ابتسم ف داخله ع خوفهم وهو يرفع يدينه كانو خالي من السلاح! 
‎مشى باتجاه البوابة ،، ناطر الخدامة الي كلمها احد الحرس تنادي الجد عبد العزيز وهو جاهل تماما ايش يبي منه 
‎ هو ما يدري عن اي شي 
‎وبيقلب اللعبة عليهم لو درا عن شي 
‎رغم ان الجد كان طيب وهو عارف ،، لكنه ما كان يبي يرتجي رحمة احد 
‎كان يبي ياخذ حق عمته وحق ابوه بنفسسه! 
‎! بدون مساعدة احد
‎كان يدري بحبه لعمته وحب عمته له ،، وهي دائما تذكره ف الخير ،، وحاولت مرة انها تجي تشوفه 
‎لكن فيصل منعهاا وحذرها من هالشي! 
‎ووعدها انه ف يوم بيخليها تشوفه 
‎لكن هاليوم شكله ما بيجي لا سامح الله وهو يشوف العم عبد العزيز يطلع من البوابة وباين عليه التعب ،، ومعاه الخدامة الي تدفع كرسيه وكانه بذل جهد اليوم ! ،، تقدم باحترام وهو يمد يده له : السلام ،، كيفك جد عبد العزيز ؟ 
‎ناظره الجد بنظرات متفحصه استغربها جدا ،، وهو يكمل بعد ما شاف مافي رد منه ،، وبصوت واضح اعتاد عليه : ف ايش اقدر اساعدك ؟؟ 
‎الجد وهو لا زال يتفحصه : انا الي بساعدك يا اصيل! 
‎عقد حاجبه الي كان تقريبا معقود بالفطره ،، وباسلوبه المتعالي : ما اظن شكيت لاحد ف حاجتي لمساعدة 
‎ابتسم الجد بهدوء وهو يكمل : مو قادر افرق انت غياث والا ولده! 
‎استمر عاقد حاجبه ،، وكانه انزعج من الطاري ،، رغم انه يفرح لا شبهه احد ف ابوه رغم استحالة الشبه بينهم ،، كونه نسخة امه اللبنانية ،، لكن عواصف الكون كله تعصف ف قلبه وهو يذكر نهايته وع يد من كانت ،، نطق بهدوء واحترام : جدي انا مستعجل ،، ممكن تقول الي عندك؟! 
‎الجد بحدة واضحة ف صوته : اصيل رغم اني ما بسامحك ولا بسامحها ( وهو يرجع يسعل شوي ) لكني بساعدك عشانها بس! 
‎استمر عاقد حاجبه ،، وهو يسمعه يكمل : بأي طريقة بدون لا تدري ،، خليها تشوفها!
‎انصدددم ،، وفتح عيونه وهو يناظر الجد الي سحبته الخدامة وعطاه ظهره ودخل بدون اي كلمة ثانية او توضيح
‎الجد عارف ان عمته حية!
‎وتارك اللوم عليها وما بيسامحها! 
‎والاعظم ،،، انه يبيني احاول اخلي فجر تشوف امها بدون لا تعرف اي شي! 
‎كيف بيجمعهم مع بعض بدون لا تدري اي وحدا فيهم! 
‎وليه اصلا يجمعهم بدون لا يدرون!
‎الظاهر انه خايف من ولده عمر ،، او يمكن انه عرف انه لو صار وعرفوا ف وجود عمته ،، عمر بينسجن اصلا! 
‎دائما يحمي ولده ،، ولو كان هو الشر ف عينه!
‎جلس ع الدرج وهو مو مستوعب كيف بيتصرف.

ܓܨ•••
✖ •

 روآية ليه اعـور رآسسي وآحَـساسك جَـمآد ~ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن