بريطانيا / التاسعة صباحا
كانت واقفة وهي تناظر الشارع من شباك غرفتها ،، عيونها تتابع الماشين من علو ،، وتحديدا تتوجه لكل جنسين مختلفين يمشون مع بعض بحب ،، تمنت تعيش قصة حبها معه هنا ،، وتحقق امنيتها ،، ب انها تعيش يومها مع الي يحبه قلبها ،، تزور الملاهي معه ،، تاكل ساندويشة من الشارع ،، تمشي معه تحت المطر وايدها ف ايده ،، احلامها بعيدة عن عاداتها وعن تقاليدها وعن الواقع!
لا يمكن تعيش مثل هالقصة!
ابتسمت باستهزاء ع قصتها الي عاشتها جمانة ..
اي حقارة تمتلكها هالبنت ،، الي خذت كل شي تتمناه بدم بارد وعاشته هي!
تذكرت يوم كانت تحكيلها بغباء منها لو ماجد صار يحبها ايش بتسوي وكانت تسمعها باهتمام صديقة ،، ما كانت حاسة ع الموية الي تمشي جواها ،، وهي ناوية تقلب الطاولة عليها وتعيش الي تمنته ،، مسحت دمعة طاحت منها غصب ب عجز ،،
الله لا يسامحك ي جمانة ولا يوفقك !!
قطعت افكارها وهي تسحب الجوال الي يرن والمتصل حسن : تمام ،، انا جاية..سحبت شنطتها وهي تناظر شكلها النهائي بسرعة ،، كانت لابسة بنطلون جنز وقميص اسود طويل وشوز فلات اسود وشال بيج وشنطة بيج ،،
سحبت جوالها وركضت لتحت عند حسن ،، السواق الي حاطه لها عمها رغم انها ما قد طلبته ف توصيله ،، ركبت السيارة متوجهين المطار لعند اصيل الي بيوصل بعد ساعة ،، رغم عدم موافقته ع انها تستقبله اكيد لكنها بحاجة انها تغير جوها ومودها الكئيب بعد غيابه ،، وكمان خوفها من اصيل انه يكتشف الي فيها،، ف هي مجبرة انها تبين له العكس تماما!
وصلت للمطار وهي عيونها ما نزلت من الشباك وهي لا زالت تتابع الناس وتفكيرها ما كان ف حدود بريطانيا اصلا ،، كان بمسافة بعيدة كثيرر عن هالمكان ،،
تنهدت ب الم وهي تحس كن حجرة كبيرررة واقفة وسط بلعومها !،،
لا هي قادرة تبلعها وتتحمل .. ولا هي قادرة تطلعها وتنساه !!
انتفضت ع صوت حسن الي جاها : آنسة رغد وصلنا
نزلت ومعاها حسن كان يمشي ع بعد خطوات عنها ،، وقفت ف مواقف الانتظار وهي تناظر الساعة ..
المفروض يكون واصل اللحين ،، جلست ع اول كرسي شافته وهي تقلب ف الجوال ،، دقايق ورفعت راسها لصوت حسن الي كان يسلم ،، ابتسمت وهي تشوف اصيل واقف وهو ماد يده لحسن يسلم عليه ،، ومعه حرس ثنين وقفت ومشت لعنده وهو يفتح يدينه لها وتحضنه : اصيييل اشتقت لك والله
بعدها عنه وهو يطبع بوسة ع راسها : كيفك ؟
هزت راسها وهي لا زالت تناظره بحب : ايش هالجمال؟! تدري انك رجال و احلى مني!
عقد حاجبه بامتعاض وهي عارفه انه يكره المدح من هالنوع ،، كملت بضحك : ليه نحفان كذا ؟! ( وهي تغمز له ) تحب عمي ؟! الحب سوا فيك كذا ؟!
ابتسم وهو يلف للي معه عشان يروحون ويرجع يناظرها بنظرة غريبة : لا الحب ما يسوي كذا !
بلعت ريقها وكأن موية باردة انكبت ع صدرها ،، المشكلة عمها ما يعبر عليه شي ،، ويا خوفها يكون فاهم !
ابتسمت ببلاهة وسحبته من ايده : يلا نروح ،، بس عسى ما تكون تعبان والا تبي تنام ؟
هز راسه بنفي وهو يعطي شنطته لحسن يحطها ف الصندوق : وانتي ايش جابك هنا ؟
ابتسمت وهي تتكلم بصوت واطي عشان ما يسمعها حسن : خليني استغله دامك تعطيه راتب بدون ما يوصلني!
رفع حاجبه : هذي مشكلتك ،، انتي الي ما تخليه يوصلك!
ابتسمت وهي تركب ورا : انا جاية هنا عشان امشيي بهالشوارع وفهالجو ع رجولي
عقد حاجبه وهو يخزرها : ودراستك ؟! مو جاية عشانها ؟!
ابتسمت وهي تأشر له يركب ،، وتكمل بعد ما ركب : ناجحة بدراستي لا تحاتي ،، وما باقي الا سنة وارجعلك!
تحرك حسن وهي تناظر الطريق ،، وهي تسمع اصيل يكلم ف الجوال ومع حسن بامور الشغل
تنهدت وهي ترجع راسها ورا ،، ولا زالت عيونها ع الطريق ،، انتفضت وهي تشوف البنت الي كانت تبيع ورد ف منطقتهم واختفت ،، واقفة تبيع ف هالشارع ،، كانت صاحبتها وتذكرت يوم قالت ل جمانة يوم اكون مع ماجد ب اخليه يمشي بجنبها واناظر الورد حتى يشتري لي ،، ابتسمت ب استهزاء ع اليوم الي جات فيه جمانة الصبح ووردة حمرا ف ايدها !،، من ماجد ومن هالبنت!
بلا وعي ،، فتحت باب السيارة وحمدت ربها ان الطريق كان ازدحام ،، سمعت صوت اصيل وهو يفتح الباب ويناديها : رغددد وين ؟!
لفت له وهي واقفة ف وسط الشارع وبين السيارات وهي مبتسمة : صديقتي الصغيرة تبيع ورد!
سكر الباب وهو يقول لحسن يودي الشنطة لشقة رغد ،، وهم بيرجعون لحالهم!
نزل وعبر لها وهو يشوفها واقفة وتبتسم وتتكلم مع البنت ،، ناظرها برفعة حاجب وهي تلف له : اشتري لي ورد اصيل
الطفلة وهي تتقدم ع اصيل وتتكلم باللهجة البريطانية الام : اشتري لها هذا الورد هي تحبه ،، ( وهي تسحبه من يده عشان ينزل لمستواها وتهمس ب اذنه) لم يشتره لها احد من قبل!
رغد وهي تناظرها بخوف وبتردد كأنها خايفة تغلط ف شي قدامه ،، تقدم واخذ وردة من الي اشرت عليه ،، عطاها الفلوس ومشى ،، سلمت ع صاحبتها ومشت وهي تلوح لها ف ايدها ،، لفت ع صوته بخوف وهو يقدم لها الوردة : الوردة الي كان لازم تكون لك من زمان!
سحبت الوردة من ايده وقلبها يدق بقوة ،،
حسته عارف ،،
مو بس احساس وانما اكيد هو عارف ،، لكنه ناطرها تحكي ،،
بيظل يكلمها بهالطريقة الباردة لين تعترف بنفسها !
اشر لها تدخل معه للكوفي الي كان مكان جلوسه يطل ع الشارع العام ،، جلست مقابل له وهي تلعب ف الوردة وتشمها ،، رفعت عيونها وهي تشوفه يناظر بعيد ،، تشجعت دامه ما يناظرها ب عيونه المخيفة : اصيل،، انت عارف صح ؟
رفع حاجبه وهو يركز بعيونه عليها : ايش رايك ؟؟
نزلت راسها وهي متوترة ،، ورغم برودة الجو حست قطرات عرق تسيل من جبينها،، وهي تنطق بهدوء وبصوت فيه بكا : اصيل ما بقولك اكثر من الي انت عارفه ،، لان ماصار غيره
هي كانت عارفة انه يدري انها تحب ماجد ،، خصوصا يوم الي طلعت معه قبل ما يرجع وقالها العصفورة ،، رفعت راسها باستغراب لتعليقه وهو يتنهد : آلله ابتلانا ب آل عاصم ،، المهم شيلي الفكرة من بالك ( وهو يناظرها بحدة ) شيليها ،، وجمانة خليها عندي!
قاطعته وهي كاتمة بكاها : ربك عاقبها!
قاطعها بحدة : عاارف وضعها ،، لكن موب كافي!
اطمئنت ان حقها من جمانة بياخذه لها ،، لكن قتل كل امل لها ف ماجد ،، ان كان الحاجز قبل هو فقط حبه لجمانة ,, ف اللحين حبه لها والاهل والعرف والقبيلة!
وقف وهي تناظره : ع وين خلينا جالسين ؟!
رد وهو يدفع الحساب ويمشي : ترا بنرجع اليوم فالليل،، حجزت ع الساعة ٢ ،، عندي اشغال كثيرة ،، عشان يمديك تجهزين اغراضك!
وقفت وهي تنطق بزعل وتهديد : يوم نرجع بطلع مع ود وعمتي اسيل ،، وبتوافق غصب
نطق وهو يناظرها بنص عين : يصير خير!