استغرب وجودها معه ف نفس الغرفة ،، وهي بالعادة تبتعد قدر الامكان عن المكان الي يتواجد فيه ،، جلست قريب منه ع طرف الكنبة المقابلة وعيونها كانت تتابع ماجد الصغير الي كان يلعب ع الارض ف الصالة ،، نطق وسط عقدة حاجبها : ايش فيك ؟! تبين شي ؟
هزت راسها بتعالي ،، بالرغم انها تبي شي ،، تبي تشوفه ! تتمنى تقدر تقوله انها تحب اخوه عشان يستعجل ف طلاقه منها ! والي كان يحاول يأخره قدر الامكان مو حبا فيها وانما عشان مصير هالطفل ،، واكيد بتتهور ف يوم وبتقوله انها تحبه ! ما بتستبعد هالشي عشان تتخلص منه ومن ولد اخوها وتعيش مع حب حياتها ،، قطعت سلسلة افكارها وكأن الشوق نطقها : ما بنروح نشوف اهلك ؟!
رفع حاجبه باستغراب من طلبها وهو يسحب نفس من السجآرة الي ف ايدة : وش الطاري عشان تبين تشوفينهم ؟!
ابتسمت باستهزاء وهي تهز رجلها : ولا شي ،، بس الاصول تقول كذا ،، اكيد بيحكون عني لوما رحت لهم وسلمت عليهم ،، وبعد عشان يشوفون مجود!
هز راسه وهو يبتسم باستهزاء وكأنه خايف منها ،، ولا يبي اهله يشوفوها ،، واكيد ما يتمنى ابوه يلتقي فيها تحديدا ،، لكن امه طلبت منه تشوفها ويجيبها لها ،، واكيد ما بيكسر كلام امه
وهو يطفى سجارته : امي تبي تشوفك اصلا ،، ( وهو يلف لها ويناظرها ب حدة ) لكن اياك ي جمانة تحكين كلمة زيادة ،، واسم زوجتي ما يجي ع لسانك وسارة ما تسمعيها حكي والا ب اذبحك ،، وابوي ان كسر راسك ما ترادديه سمعتي ؟!
ابتسمت باستهزاء وهي توقف وتنطق بهدوء وبصوت غير مسموع لاحمد : عشتو ( وهي تعلي صوتها وتحكي باستهزاء ) اقول وش رايك تاخذ ولدك وتروح لحالك وتفكني من هالحكي؟!
عطاها نظرة وبحدة : لك عشر دقايق تجهزين ،، ولا يكثرر/
\
/
\كان جالس مقابل له ع طاولة ف احد كافيهات الرياض ،، تمنى يشوف شخص ثاني قدامه ،، تمنى يلقاه متغير شوي ،، او راجعة له الروح ،، لكن كل الي لقاه هو نفس الشخص الي كان معه اخر مرة! بكل ما يحمله من هم وتعب ووجع وشوق وهو فاقد اخر بقاياه من روح!
وجهه ضعف عن قبل كثيير ،، ما كان نفس الشخص قبل سنة نهائيا ،، وكأن هالسنة الي مرت بغيابها تعادل عشر سنين ب حسابه ! عشر سنيين بكل ما فيها من جروح والم وشوق ،، تابع ايماءاته وهو يشوف عيونه تناظر الساعة الي ف ايده وكإنه ع موعد معها او مع خيبات امله الكبيرة ،، تأكد انها هدية منها وهو يشوفه يتلمس الساعة ب اطراف اصابعه ،، نطق وهو وده ينهي هالمأساة كلها : بتظل تناظر ساعتها ؟!
رفع راسه له وهو مصدوم كأنه مسوي جريمة وكشفه : اي ساعة ؟!
رد وهو يأشر ع ايده : ساعة جمانة الي فايدك ي ماجد
ناظر تجاه وليد بهدوء وهو يحكي ببرود : ماهي بساعة جمانة!
وليد باستغراب : اجل ؟!
تردد ف انه ينطق اسمها ،، لكن سبقه وليد وهو ينطق بتعجب : من رغد ؟!
هز راسه ب ايه وهو يسحب كوب القهوة ويرتشف منه : من زمان عنها!
ابتسم وليد ع فكرة ان ماجد يشتاق لها ،، ليتها هنا تسمع وتشوف ،، كانت بتملك الدنيا والي فيها!
انمسحت ابتسامته وهو يذكر اللحظة الي قالت فيها انها تحبه ودموعها الي كسروا قلبه ،، تمنى لو ان ماجد موجود وشافها كان عرف مين الي تستحق حبه!
رفع راسه باستغراب ع سؤال ماجد : وش كانت تسوي ف المطار ؟!
وليد وهو مصدوم ،، ما توقع انه يكون شايفها او انه التقى فيها ،، مد يده ف جيبه وهو يسحب السلسال ويمد يده ويحطه قدامه ع الطاولة : اعطتني هذا!
عقد حاجبه وهو يتحسس السلسال ف ايده وهو ع الطاولة ويحرك العيون الزرقا الي معلقة فيه : ما كنت ادري العيون الزرقا تخون!
وليد بحدة : الكل يخون ي ماجد الكل ،، الا الي يحب!
فتح السلسال وسحب العيون الزرقا ورماها ع الطاولة ف المنفظة ،، وسحب السلسال ولبسه ف رقبته : اللحين قلبي خالي!
وليد وهو يبي بأي طريقة يوصل فكرة ان رغد تحبه ،، ب رغم انه عارف المشاكل الي بتصير لو انه فكر فيها خصوصا وهي بنت اخو الد اعدائهم ،، وما يبي ينكسر قلبه للمرة الثانية وبابتسامة : عاد هالمرة امليه كويس
رد ماجد له الابتسامة وهو يوقف : قم نرجع البيت
وقفوا ومشوا خارج الكافيه باتجاه مواقف السيارات
ركب وليد وطار ماجد ف السيارة لين وصل لبيتهم ،، نزل وليد معاه بيسلم ع اهله واستغربوا وجود سيارة برا : سيارة مين ؟
هز ماجد كتفه بعدم دراية ،، وكأن قلبه آنقبض ،، عنده احساس يقول انه احمد وزوجته وولده !
ناظر وليد وهو يتمنى يقوله عكس هالشي لكنه نطق بتردد : ممممم يمكن احمد
تنهد وهو ناوي يدوس ع قلبه نهائياا ،، يكفيه الي صار ويكفيه العذاب خلاص يتمنى يغمض عيونه ويفتحها يلاقي ذاكرته ممسوحة تماما
رجع ناظر وليد الي طبطب ع ظهره قبل ما يدخلون المجلس : الي يبيعك تبيعه فعل ورد فعل
هز راسه ودخلوا المجلس ،، اول شخص طاحت عيونه عليه كان احمد! الي كان جالس مع ابوه وخالد وبعدها طاحت عيونه ع الطفل الصغير الي كان يلعب عند الباب تحت رجوله ،، نزل ب طوله لمستوى ماجد الصغير وهو مبتسم له ،، ما يشبهها ولا يشبه احمد ،، ليه ما اخذ عيونها الجميلة ولون المالديف الي فيها ! ،، ابتسم ماجد الصغير له : تلعب معي ؟
ضحك وما يدري ضحك ع السؤال او ع القدر الي يخليه يلعب مع ولدها الي كان ممكن يكون ولده !!
اخذ يديه وتوجه وجلس ع يسار احمد وجلس وليد بجنبه بعد ما سلم ع الجالسين ،، نطق وهو يلعب معه ووده يكسر التوتر الي واضح عليهم بوجود ابوه الي رافض فعل احمد : احمد ولدك ما يشبه لكم
ع اعتبار انه شافه وشاف زوجته ببريطانيا ،، لف راسه بصدمة لصوت احمد : ماهوب ولدي ،، هذا ولد اخوها الي مات!!