*مدينةابيسوس
مدينة كبيرة وهادئة وغير مزدحمة، لكن المدن الكبيرة يجب أن تكون صاخبة ومزدحمة فإذا لم تكن كذلك فهناك خطأ ما وهذه هي الحقيقة فمدينة أبيسوس....
لو كان هناك مرشدا سياحيا جهنميا لاصطحبكم في جولة كالآتي..
يبدأ بذلك المشهد. يقف معكم المرشد الجهنمي في ساحة ميدان يتوسطه منصة لتمثال شيطاني عملاق لرجل أو شبيه لرجل ملثم عيناه حمرويتان يحدق إلى أبعد ما قد تصل إليه عينيه، يرتدي الأسود. على رأسه قلنسوة تغطي رأسه وجبهته. كلتا قبضتيه محكمتان على مقبض سيف ضخم موجه للأسفل يصل إلى قاعدة التمثال
كمّ من الدمار.. ناطحات سحاب محترقة ومتفحمة من أمامكم تناطح تلك السماء الصفراء الضبابية ذات السحاب الأسود المتراكم يتخلل تلك السحب ضوء أصفر ناري كلون وحيد سيطر على لوحة ظلالية مرسومة بالفحم تتباين فيها درجات الرمادي والأسود. تنظرون نحو السماء لتجدون ال(ـبوينا)، تلك أشباه الخفافيش العملاقة تطير ترفرف وتدور في سماء أبيسوس ، تحوم حول المبان شاهقة الإرتفاع. طيور يغطي أجسامها الجلد الرمادي، لها ذيول خرطومية طويلة مشقوق آخرها إلى شقين مدببين كما أن لها الكثير من الأرجل. الغريب أنه لم يرى أي أحد من أهل أبيسوس أي طائر من هؤلاء يهبط ليخطف أي شئ، إنها فقط بالأعلى تطوّق السماء تطير و ترفرف هنا وهناك. تبدو كجيش من جيوش السماء لكنه لم يقترب يوما من الأرض.
يتجه بكم المرشد الغامض بعد ذلك بينما تسيرون خلفه لمدة تزيد عن الساعة والنصف يمر بكم خلالها على المنازل المهدمة والمتفحمة.. سيارات وحافلات مهشمة ومحترقة ومتناثرة هنا وهناك فوق الأرصفة وعلى نهر الطريق. يمر بكم بين صدوع وشقوق الطريق 66 غربا وهو أحد الطرق الرئيسية للمدينة والذي يصل اتساع الصدع الممتد بطول الطريق إلى اتساع المتر بل ويزيد قليلا. إشارات المرور وأعمدة الإنارة مائلة وبعضها منهار تماما لينام بتعب على الأرض الترابية المتشققة. الفوضى تعم كل شئ.
يصل بكم المرشد إلى منتصف الطريق ثم يتجه بكم شمالا بضع مترات ليصل بكم إلى ساحة لمبنى أبيض شاسع على شكل مستطيل ينقصه ضلع وهو الجدار الأمامي المفقود بل المفتت وأحجرته مبعثرة في أنحاء المكان.الجداران على يمينكم ويساركم بها فجوات كبيرة وأعمدة سميكة تنظرون بانبهار للجدار المقابل لكم لتجدون مذبحا ونوافذ ضخمة مهشمة، هذا بلا شكل معبد بل أطلال معبد يسكن الجانب الشمالي الشرقي من المدينة. سقف بل بقايا سقف ليس أكثرمن بضعة أعمدة مقوسة لأعلى كالقباب تصل الجدار الأيمن بالأيسر. يحيط بالمعبد بقايا من الأحجار البيضاء السميكة وقطع الأعمدة المتناثرة في أنحاء المكان. تقفون فوق أرضية المعبد الحجرية الصلبة المتشققة بدورها ككل شئ آخر في تلك المدينة الملعونة تتشبع أعينكم ببقايا هذا المكان المهيب حتى على هيئته المهترئة الحالية. إذا تسلقتم أحد الجدران العملاقة لهذا المعبد أو طللتم برؤوسكم من إحدى نوافذه لرأيتم الهاوية بوضوح خلف المعبد.
أنت تقرأ
أبيسوس
General Fiction،أبيسوس هي مكان حيث الأبرياء والخاطئون يدفعون بالتساوي ثمن أشياء سواء ارتكبوها أم لا ....هاوية حيث يتمنى الأحياء أن يموتوا ويتمنى الموتى ألا يكونوا كذلك ( يالها من مهزلة ! وقتي ينفذ ولا أبالي , وحدتي تمزق الساعات إلى ثوان , ما الذي أفتقده ؟ .. لا ش...