الفصـــل 29

40 6 6
                                    

أخر أيام أبيسوس     

إتجه الثلاثة بقيادة ڤكس نحو الساحة , وقف الثلاثة يحدقون لمنزل الحاكمة لوهلة , إنها المحطة الأخيرة ولم يقل أحد أنها ستكون سهلة , يجب العثور على الحاكمة والقضاء عليها , يجب أن تدفع ثمن ما فعلته بالآخرين . لم تكن الحراسة مشددة منذ أن رحل معظم الحرس لمطاردة المجموعة المتمردة في أنحاء المدينة , إقتحم الثلاثة المنزل بسهولة .

المنزل مكون من ثلاثة طوابق ليتولى كل منهم أحدهم . تولت نادية الطابق الأول وماجي الطابق الثاني بينما إتجه ڤكس للثالث بحثاً عن تلك الحاكمة اللعينة .

بدا المنزل مختلفاً تماماً عما كان عليه من قبل . أصبح تعمه الفوضى واختفى أتباع الحاكمة بل والحاكمة نفسها . بدا وكأن الأمور قد انفلتت من يد تلك المتعجرفة فبالقضاء على أبراكساس غرق المنزل بل والمدينة كلها في فوضى عارمة , بدا وكأن المنزل قد سكن بكل شئ إلا بأهله وسيتعلم الثلاثة تلك الحقيقة بعد لحظات . لم يعد أبراكساس موجوداً ليضبط الأمور وأصبح المنزل ملعباً ومرتعاً لكل شئ وقريباً ستصبح المدينة كلها هكذا.

في الطابق الأول تسير نادية بخطى حذرة شاهرة بندقيتها تتفقد الغرف بالداخل . أصوات تصدر من الجدران , إنها ليست وحدها . أحكمت قبضتها على سلاحها وتابعت طريقها .دخلت حجرة الجلوس الشاسعة, أثاث فاخر نجفة ضخمة عليها الكثير من الشموع المشتعلة ذات الضوء الأصفر الكئيب , في مواجهة الباب مرآة عملاقة , حدقت بها نادية للحظة لمحت فيها شيئاً يتحرك بسرعة صاروخية خلفها إنتفضت ملتفتة على الفور وسلاحها يتقدمها فلم تجد أي شئ . تعمقت أكثر في الغرفة تتجول بين حديقة من الأثاث المذهب الفخم تتفحص أرجاء الغرفة بعينيها وبعيني سلاحها . هناك في أخر الغرفة بيانو كبير يقف في وحدة إلى يمينه مدفأة حطب تأكل النار حطبها بغيظ وغضب يكاد صوت لهبها ينطق صارخاً . في الجدار المقابل للبيانو – خلف نادية – حائط به حوالي خمسة نوافذ زجاجية عملاقة تصل للأرض وتكاد تلمس السقف ,على جانبي كل نافذة ستائر مخملية حمراء اللون تضفي فخامة اكثر على فخامة ذلك المنزل الزائدة عن الحد . حركة مفاجئة خلف نادية تلتفت على أثرها فزعة فتطلق طلقة رغماً عنها لتخترق إحدى النوافذ . ثقب ضخم وزجاج مهشم .. لا شئ أخر .

هنا بدأ كل شئ , الأضواء ترتجف , الستائر تهتز والأثاث يتحرك والبيانو يعزف بصخب من تلقاء نفسه والمدفأة تنفث النيران إلى الخارج كحاو غاضب . ضجيج في كل مكان وضوضاء تصدر من كل إتجاه, الأصوات تتعالى فلم تعد نادية تحتمل . ألقت سلاحها لتغطي أذنيها بكلتا يديها ومن ثم خرجت صرخة مدوية رغماً عنها فيهدأ كل شئ على الفور . تنهدت بإرتياح حذر إلتفتت لتصطدم بذلك الكيان المشوه البشع يقف أمامها رأسه الكبير وإبتسامته الواسعة المفزعة ووجهه المتشقق المدهون بمسحوق أبيض وعيناه تغرقان في دوامتين سودويتين حولهما وفمه وما حوله مدهون بمسحوق أحمر سميك فاقع يبدو كمهرج قد هرب من كابوس , ينظر لها وابتسامته لتطلق صرخة أعلى من سابقتها .

أبيسوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن