الفصـــل 9

49 10 1
                                    

أبيسوس

       " لقد ألهمتني بوحشية...

ليتك كنت معي....

ظلامك ذو طعم لازع..

محبب إلى شياطيني....."

شاردة هي الحاكمة في أفلاك من الأفكار والمشاعر الحذرة تراقب ڤكس الجالس على حافة الصدع الذي يتوسّط الجسر الغربي المكسور، تتخبطه الذكريات لتخطفه بعيداً إلى حيث لا تستطيع أن تصل إليه؛ يقتلها الفضول عما يفكّر به.

ينظر إلى السماء ثم يتنهّد بثقل. ساقاه تتدليان نحو الهاوية بينما تزأر الوحوش بالأسفل لكنه لا يبالي. شعره يتموّج في الهواء وعيناه معلّقتان بالسماء. تُرى من نال شرف أن يشرد ڤكس بشأنه أو يهتم لأمره؟ تُرى ما حكايتك أيها الغريب؟ لم تتمكن إلا أن تشعر بالغيرة من - مهما كان- ما يفكّر به وحصل على اهتمامه فهي لم تتمكن من ذلك رغم ما تفعله به من أفاعيل. وقفت تحدث نفسها في حقد متزايد

- سأحصل على انتباهك أيها الغريب أو سأقضي عليك. مهما كانت النتيجة سأكون أنا الفائزة في النهاية..

ونأى الغــــريب بجنبه

منتزعاً من الزمن لحظات

يخطفه قارب الماضي

يطوّفه كــــــــل المحيطات

تدور داخل رأســـــــه

دوامــــــــــة للذكـــــريات

تداعبه بنات الفكــــــر

لذّة تصحبها اللعــــــــــنات

يوم جديد. انتشر العمّال في الشوارع من جديد. تعمل نادية في موقعها المعتاد، تنظف الشارع وتزيل آثار الدمار عن الطريق - وكأن ذلك ممكناً- مع رفاق آخرين، كل منهم في موقعه بينما وقف ذلك الرجل يحدق إليها من بعيد. اصطدمت عيناها به فتوقّفت عن العمل للحظة. تلك النظرة الشهوانية القذرة، شعرت نادية أنها تجرّدها من خصوصيتها. رمقته بنظرة احتقار وعادت لمزاولة عملها.

اقترب منها ذلك الرجل قائلاً

- مرحباً يا عزيزتي. لما يبدو عليك الوحدة؟ لا ألومك فصديقتك ركبت قطار الحاكمة وتركتك خلفها

- ......

لم تعلّق واستمرت بالعمل دون أي ردّة فعل تماماً وكأنه ليس موجوداً لكن هذا لم يوقفه عن الكلام.

- لا يهمّك يا عزيزتي، أريدك أن تعلمي أنّي هنا من اجلك دائماً، فقط لننتظر حلول الليل وسأسلّيكِ كثيراً

أبيسوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن