القاهرة عام 1998
اجتماع مجلس الوزراء بدأ منذ نصف ساعة. الجو حار والعالم يبدو أكثر سخونة. يناقش الحضور بعض أمور الدولة الهامة. طرح أحد الوزراء مشروع عبقري صفق له الحضور إلا واحدة.
تجلس الوزيرة سونيا السمري متجهمة تحدّق به في غيظ. انتهى الإجتماع فارتدت سريعا قناع الودّ، وضعت ابتسامة عريضة على شفتيها ثم اقتربت في صمت وخفة كحية تسعى من الزميل العبقري..
- لقد أعجبتني تلك الفكرة، إنه مشروع هام حقا..لم لا نناقش ذلك على العشاء؟
- .......؟
سونيا تطمح للوصول إلى منصب رئيس الوزراء ويبدو أن ذلك الزميل المجتهد وقف عائقاً حيث وقف يتألّق هنا بينما بدأ نجمها يخفت ويختفي. اقترب مساعدها الوفي (آدم) معلّقاً
- عشاء؟ ماذا يحدث يا سيدتي؟
- التشكيل الوزاري الجديد اقترب ولن أدع تلك البكتيريا النشطة تعوق طريقي للوصول للمنصب؛ أريدك أن تفعل شئ من أجلي يا آدم
- أي شئ تريدينه يا سيدتي
ابتسمت بخبث ثم بدأت تملي عليه ما يجب فعله.
على العشاء، جلس الزميل المتواضع يتحدّث بحماس عن مشروعه الجديد فقاطعهما النادل ليسأل عما يرغبان في تناوله.المكان شاسع، أصوات الملاعق والسكاكين التي تحك في الأطباق الخزفية الراقية يختلط بها أصوات همهمات غير مفهومة لضيوف المطعم الراقي. أخذ النادل طلبهما ورحل. عاد الزميل ليتحدث بحماس من جديد فقاطعته قائلة
- هلا أطلعتني على المادة الأساسية للمشروع؟
- آه..هذا أمر سري
- أنا زميلة مما يعني أننا فريق، ما الذي تظن أني سأفعله؟
- ........
المشروع هو فكرة علمية عن كيفية الحصول على أضعاف مضاعفة من المحاصيل الزراعية أكثر من المعتاد، فقط بخطوة واحدة عن طريق تركيبة علمية معقّدة قليلاً لكنها آمنة 100%. الزميل النشيط قام بتأسيس معمل متواضع للبحث العلمي على نفقته الخاصة ثم عيّن به مجموعة من عباقرة كليات العلوم على مستوى المحافظات والذين استطاعوا التوصّل إلى ذلك الإختراع العبقري.
اطّلعت سونيا على الملف فلم تجد ما تبحث عنه
- وماذا عن التركيبة الكيميائية؟ لا أجد لها أي مكونات
- هذه أمور سرّية حتى بالنسبة لزملائي، سأحصل لهؤلاء الشباب العباقرة على براءة اختراع أولاً وأنا بالفعل أعمل على ذلك الآن ومن ثم سيتم إطلاع الجميع على سر التركيبة عند بدء التنفيذ والتصنيع.
أنت تقرأ
أبيسوس
Ficción General،أبيسوس هي مكان حيث الأبرياء والخاطئون يدفعون بالتساوي ثمن أشياء سواء ارتكبوها أم لا ....هاوية حيث يتمنى الأحياء أن يموتوا ويتمنى الموتى ألا يكونوا كذلك ( يالها من مهزلة ! وقتي ينفذ ولا أبالي , وحدتي تمزق الساعات إلى ثوان , ما الذي أفتقده ؟ .. لا ش...