المشهد الأخير
وجدت ماجي ونادية نفسيهما داخل المنزل. إتجهت ماجي للخارج نحو ضوء الصباح الرقيق الهادئ وبينما تتبعها نادية ركلت عن طريق الخطأ ورقة ما مجعدة لتستقر عند عتبة الباب نظرت لها بعينيها المجهدتين وكأنها رأتها من قبل .
إنتبه رمزي المنتحب في سيارته إلى من يقف عند باب المنزل.
- إنها ماجي !!!!!
فخرج مسرعاً من سيارته واحتضن ماجي في لهفه ويمسح على شعرها فانهارت باكية بين ذراعيه.
لازالت نادية هناك عند باب المنزل. إنحنت والتقطت الورقة بيدها المرتجفة لتتفاجأ بما تراه
إنها رسمة صوفي وعليها بقعتين من الدماء التي وضعتها في جيب سترة والدها
( لقد حضر إلى هنا ... لقد كان هنا ,ألذلك اختفت إبنتي ؟)
تنهمر الدموع دون أدنى مقاومة على وجنتي نادية نظرت إلى يسارها لتجد سيارة زوجها والتي قادتها في ذلك اليوم المشؤوم وتركتها هنا . لازالت تقف بالخارج في إنتظارها
( لذلك قادني إحساسي إلى هنا .. لذلك قدت إلى هنا ذلك اليوم)
لا زالت الدموع تنهمر بغزارة .إتجهت نادية بهدوء مريب نحو سيارة زوجها وكأن يتقمصها شيطاناً.لكنه شيطان من نوع خاص إنه الإنتقام وهو كل ما كان يدور داخل رأسها في تلك اللحظة.سحبت سيجارة من علبة سجائر زوجها ثم وضعتها في فمها ثم أشعلتها بتلك (الولاعة) الخاصة أيضاً بزوجها.سحبت منها نفساً ثم أخر وتركتها في فمها بينما مدت يدها لتلتقط أحد أعقاب السجائر التي تركها زوجها بالسيارة ثم اتجهت بهدوء وبرود عائدة إلى المنزل الملعون ثم ألقاتها بالداخل.
وجد (علي) زوج نادية نفسه فجأة في مكان غريب ذو سماء جهنمية تهيم فيه الوحوش في الشوارع الخربة والمباني المحطمة والمحترقة. هجم عليه ثلاثة من تلك الوحوش على الفور وبدأ بالصراخ ألماً فتكالب عليه المزيد ويصرخ ويصرخ بلا إنقطاع.
....................................
على الجانب الآخر وقف الكونت عند الباب الأمامي لحديقة قصره ليقاطع ذلك الحفل المقام في تلك الحديقة.وقف بمظهره المترب المتسخ وملامحه المتجهمة الغاضبة.وقف الحضور عن تبادل الحديث والرقص.توقفت الموسيقى عن العزف ووقف الجميع يحدقون له بدهشة بالغة لكن الكونت لم يرى أي من الحضور غير ماركوس ونورا المتحابان هناك يتبادلان شرب النبيذ بالقرب من مائدة الطعام الفخمة.
لوكان ذلك فيلماً لسمعت صوت الجيتار الثقيل يعزف بعنف دون سماع أي صوت آخر .
وقف الكونت هناك بلا أي تعابير عند باب الحديقة يحدق إليهما بينما كادت المفاجأة أن تصيبهما بأذمة قلبية . سقط كأس النبيذ من يد نورا وتتساقط الدموع من عينيها المتسعتان المحدقتان إلى الكونت . دقائق فتجد نفسها وماركوس في ذلك المكان الجهنمي ذو السماء الحمراء الدخانية وتلك المخلوقات تهاجمهما وتمزقهما بلا رحمة . تصرخ نورا بإسم الكونت ويصرخ ماركوس أيضاً بينما تمزقهما الوحوش بمخالبها وأسنانها.
لا زال العالم صامت وخال من أي صوت إلا صوت الجيتارالثقيل يعزف بصخب وغضب .
لا زالت نادية تحتفظ بالسيجارة المشتعلة في فمها . فتحت صندوق سيارة زوجها وأخرجت منه جراكن الوقود واتجهت بهم إلى المنزل وبدأت تسكب الوقود عليه وعلى جدرانه ثم سكبت البعض بداخله حتى أفرغتهم بالكامل .
أنهت السيجارة فألقتها بعيداً عن المنزل ثم وضعت أخرى في فمها وأخرجت (ولاعة) زوجها من جيبها وأشعلت بها السيجارة ثم ألقت (الولاعة) داخل المنزل فتنتشر النيران في كل مكان .وقفت أمام المنزل تحدق به لفتره وعيناها تترقرقان.
إصطحب رمزي ماجي في سيارته وتبعتهما نادية بسيارة زوجها بينما انتشرت النيران سريعاً على كل أنحاء المنزل وغطته بالكامل من الداخل والخارج كقلعة من النيران .
بمجرد ان إبتعدت السيارتان عن المنزل تراكمت السحب سريعاً فوقه ثم أمطرت بغزارة فتنطفأ النيران في ثوان ويعود المنزل وكأن النيران لم تلمسه أبداً.سقط المطر الغزير فوق اللافتة التي أمامه وتزيل من عليها كلمة أبيسوس فتذوب وتسقط مجرد طلاء على الأرض ويظهر مكانها كلمة
" أومـــــيـــنوس "
أنت تقرأ
أبيسوس
General Fiction،أبيسوس هي مكان حيث الأبرياء والخاطئون يدفعون بالتساوي ثمن أشياء سواء ارتكبوها أم لا ....هاوية حيث يتمنى الأحياء أن يموتوا ويتمنى الموتى ألا يكونوا كذلك ( يالها من مهزلة ! وقتي ينفذ ولا أبالي , وحدتي تمزق الساعات إلى ثوان , ما الذي أفتقده ؟ .. لا ش...