الفصـــل 19

30 8 0
                                    

أبيسوس

لم يكن من السهل الإختباء من دوريات بحث الحرس في أنحاء المدينة لكنهم نجحوا في ذلك حتى الأن , لم يكونوا ليعودوا إلى ما كانوا عليه ولقد أقسموا على ذلك , من تظن الحاكمة نفسها ؟ من جعلها الحاكمة على أي حال ..؟

أقترب ذلك الرجل(جمال) من ماجي الواقفة أمام تلك النافذة الضخمة داخل أحد ناطحات سحاب أبيسوس المتفحمة وقد بدا عليها الضيق الشديد..

- لقد فعلت الصواب يا ماجي، لقد أنقذتِ شخصاً وذلك ما لم نستطع نحن فعله لأعوام طويلة

- ....

تنهّدت بثقل ولم تعلّق

- لا تقلقي، سنجد حلّاً أو نسقط بينما نحاول ذلك، لن نجعلها تسيطر علينا من جديد..تلك المجنونة الملعونة

لم تكن ماجي ترغب كثيراً في الحديث، شعرت كأنها قد تسرّعت فيما فعلته وعرّضت كل هؤلاء الناس إلى الخطر ومنهم صديقتها نادية، كان يجب أن تظل بالقرب من الحاكمة لفترة أطول حتى تعثر على شئ ذو قيمة قد يساعدهم على الخروج من تلك الحفرة الجهنمية، لكن على الجانب الآخر لم تكن لتترك ڤكس يُلقى في الهاوية بينما تتفرج كالبقية، لم يكن لديها الكثير من الخيارات، لقد بدا الأمر وقتها أن هذا هو التصرّف الصحيح ومن الواضح أن كفّتي الميزان لم تكن لتتساوى أبدا..لكن ما العمل الآن؟ إنها مسألة وقت فقط...

لازال الطريق ضبابياً أمامها، لم يستطع أحد التوصل إلى طريق للخروج إذا كان بالطبع ذلك ممكناً..إذا كان بالفعل هناك طريقة لم تكن لتشك ولو للحظة أن الحاكمة على علم بها، لكن كيف تحصل عليها؟

بدأ اليأس ينسج عشه داخل رأسها، ولازالت تسرّح نظرها في الأفق. المبنى أسود قاتم من آثار النيران التي تسلّقته يوم ما، ضخامة المبنى وارتفاعه ابرزا ضئالتها

( أقف هنا بلا تعابير أبحث في كل قيراط من الصمت بداخلي .. هناك يقبع الوحش مكبل بسلاسل الخوف .. النجوم تسقط في الظلام .. سأجد طريقي كما يجد المطر طريقه عبر السماء .. الموت يسير أميالاً في الفناء .. أنا لست خائفة ... )

....................................................................................

 لا تنسوا التصويت والتعليق  :) ...شكرا

أبيسوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن