أبيسوس

الفصـــل 12

مدينة البارون رومان

لا زال رمزي يصطدم بجدار تلو الأخر كلما تعمق أكثر في بحثه عن ماجي ونادية وصوفي .

جميع الدلائل تشير أنهما رحلتا بإرادتهما لكن تُرى هل ذهبتا للبحث عن صوفي ؟ هل وجدتاها ثم تابعتا طريقهما إلى حيث لا يجدهما ؟ أم لازالتا تبحثان عن صوفي ؟ هل بالفعل صوفي أختفت أم أنها خدعة ؟ ولماذا؟...

بدأ زورق الفكر يطوف به إلى كل السبل ؛ ذلك الضابط صديق رمزي أخبره بأن السيدتان رحلتا بإرادتيهما وكل الشهود يثبتون ذلك وأنهما لم تتعرضا لأي حادث على الطريق وذلك مؤكد لذا من الواضح أن السيدتان لا تريدان أن يتم العثور عليهما .

تنهد رمزي في حيرة ثم بدأ يفكر

" أستطيع ان أتفهم نادية وعدم رغبتها في العودة لزوجها (علي) لكن ماجي لماذا ؟ لم أكن يوماً قاسياً أو غير مراعياً لها ولمشاعرها , لم أقلل من شأنها أو احترامها ولو لمرّة طوال خطبتنا والتي مر عليها 3 سنوات والتي كانت تمدها دون أسباب واضحة , هل لا ترغب بالزواج مني ؟ هل هي تساعد صديقتها فرحلت معها ؟ لا أظن أن ماجي قد تتمادا هكذا وتتركني كي تدعم صديقتها ؟...

ما الذي أقوله ؟ ماجي لم تتركني , هي فقط مفقوده وتحتاج للمساعدة , أشعر بأنها في ضيق شديد وأنها في ورطة بلا شك "

أخذ نفساً عميقاً ثم عاد لدراسة الموقف . حجرة مكتبه تعمها الفوضى , صور لأناس مفقودين معلقة على الجدار , خريطة لمدينة البارون رومان , اللاب توب الخاص به موضوع على المكتب وحوله الكثير من الأوراق المتناثرة ومنها من سقط على الأرض ليضفي المزيد من الفوضى على المكان . عاد يدوّن في مفكرته ما قد يراه مهم ...

بعد أن أسكت الشكوك بداخله ونفض كل تلك الأفكار السيئة من رأسه وبدأ يركز عما يبحث عنه بدأت تنفرج الزاوية رويداً رويداً , بدأت تتسع طاقة النور أمامه ليتعلم ما لم يكن متوقع .

أستطاع الإستدلال أن هناك رابط بين حالات أختفاء داخل مدينة البارون وخارجها أيضاً كما أنه كشف أن بعض الغرباء أختفوا من بلادهم البعيدة على الرغم من عدم زيارتهم لمصر أو الشرق على الإطلاق بينما كان هناك أناس من معارفهم هنا في الشرق حتى قبل تأسيس المدينة , إذاً ما الذي يتسبب في اختفاء الناس هكذا ؟

عين العاصفة تقع هنا في المدينة غير أن رمزي لم يستطع العثور عليها بعد . العامل المشترك بين الجميع هو موقع المدينة حتى قبل تأسيسها بزمن , أختفى آخرون إما بزيارتهم لهذا الموقع أو بزيارة أحد معارفهم إليه

( ما الذي يحدث هنا ؟ أختفاء الناس الذين زاروا هذا المكان وقد أتفهم الأمر لكن ماذا عن من لم يخطوا أو يقتربوا حتى من هنا ؟ هل يبدو هذا منطقياً من إي زاوية ؟ حسناً لنعد للفكرة الأساسية , ماذا يؤدي لإختفاء الناس هنا ؟ إين آخر مرة شوهدوا فيها ؟ )

هنا أتسعت الزاوية أكثر لمعرفة أن أخر مرة شوهد بعض المفقودين كانوا يتجهون غرباً تماماً مثل ماجي ونادية ؛ اللغز هناك , كان يجب أن يعلم ماذا يوجد غرباً . هو يعلم جيداً باتجاهك غرباً هو أن تسلك الطريق الرئيسي متجهاً نحو السلوم ... لكن ما المفقود هنا ؟

بدأ رمزي يتفحص خريطة الجدار بعناية ليجد أن هناك بضعة أجزاء مفقودة منها فمن رسم الخريطة لم يهتم بالجزء الجنوبي الغربي منها جلس وفتح حاسوبه على خرائط جوجل ليعثر على خريطة لمدينته ليكتشف بالفعل أن هناك بضعة منعطفات فرعية لم تكن في الخريطة التي لديه , أحضر مفاتيح سيارته بسرعة وانطلق إلى هناك بحثاً عن إجابات ...

وصل رمزي أخيراً إلى وجهته لم يكن يعلم أنه كذلك . صُدم بقوه عندما عثر على ذلك المكان الغامض والمخيف , أول مرة رأى فيها ذلك المنزل كان أمراً مفزعاً , كان لكمة مباشرة للعين وهناك عثر على سيارة عليّ والتي فيها تم رؤية نادية وماجي لآخر مرّة .

لا شئ هنا بالتحديد فقط سجائر وولاعة عليّ كما أن هناك بعض أعقاب السجائر الملقاة في مطفأة سجائر السيارة , المفاتيح ليست بالداخل لابد وأنها لازالت مع نادية أينما كانت هي , صندوق السيارة مُغلق بإحكام لا يعلم ما بداخله .

( أذاً هما لم تتركا المدينة وترحلا , أنهما هنا في مكانٍ ما , لكن أين ؟ )

لم يكن رمزي ليبلغ الشرطة لأنه يعلم أنهم لن يأخذوا الأمر على محمل الجد فتابع هو الأمر بنفسه . أقترب من المنزل وبدأ ينادي ماجي ونادية دون إجابة ...

مسح رمزي بيده تلك اللافتة الأمامية للمنزل محاولاً فهم المكتوب عليها ...

( أ...سـ ... س ؟ أ ... يسـ ..س ؟ لا أفهم )

لم يستطع فهم المكتوب بالضبط لكن بمجرد أن فكر بالدخول والبحث بالداخل بدأ صوت من داخل رأسه يصرخ رافضاً الأمر قطعياً كما أن سرت قشعريرة لا يمكن تجاهلها في أنحاء جسده , فخطر إلى رأسه صديق قديم له قد يتمكن من مساعدته في تحرّي أمر ذلك المكان المجهول ...

فالتفّ رمزي وعاد أدراجه مؤقتاً على أن يعود مرّة أخرى ولكن بوعي أكبر عما يجب فعله بعد ذلك .