الفصـــل 18

29 10 4
                                    

مدينة البارون رومان 


يعود رمزي تدريجياً إلى وعيه , جسده مخدر نوعاً ما , لم يكن الأستاذ سمير إلى جانبه . حاول النهوض جالساً ففعل ذلك بصعوبة , تفحص المكان بعينيه فبدأ يشعر بإنقباض شديد في صدره , وجد الفوضى تعم المنزل أكثر مما كان عليه ثم وقعت عيناه على شيئاً سائلاً يغطي الأرض

( هل تلك .... دماء ؟!!!)

حاول رمزي بكل قوته الحركة ليتفاجئ بألسنة اللهب تتصاعد وتلتهم كل ما يقابلها , أستعاد التحكم قليلاً بأطرافه ونهض بصعوبة متكئ على قطع الأثاث التي تقابله متجهاً نحو تلك البركة الحمراء ليجد الأستاذ سمير مُلقى على الأرض وهناك جرحاً قطعياً على عنقه وآثار كدمات وجراح متفرقة في كل أنحاء جسده ويبدو انه قد عانى كثيراً قبل أن يموت أخيراً .

فزع رمزي ليسقط على الأرض محاولاً النهوض من جديد فتقع عيناه على ذلك المسخ مرتدياً الأحمر واقفاً يحدق إليه في صمت حاول رمزي النهوض فزعاً لكن لم تسعفه قدماه أقترب المسخ ثم أمسك برمزي ورفعه في الهواء ثم ألقاه إلى الجانب الأخر من المنزل كأنه ورقة أو لعبة طفل دون أي مجهود منه , أخذ رمزي يصرخ ألماً ومن ثم بدأ يستعيد السيطرة على أطرافه فنهض راكضاً في أرجاء المنزل باحثاً عن شئ يدافع به عن نفسه .

لمح سكيناً على منضدة المطبخ فالتقطه وبمجرد أن ألتفت وجد ذلك المسخ أمامه فأمسك عنقه بقبضة يد واحدة فبدأ رمزي يختنق وحاول بيأس التنصل من قبضته دون جدوى ، يبحث بيده عن شيئ يلتقطه فأمسك بأحد الأواني ثم رفعها وضرب المسخ على رأسه ليرخي قبضته ثم هرب من يده .

لم تكن المعركة قد إنتهت بعد لكن النيران إرتفعت بشدة ليراها كل من في الحي وأسرع الأهالي للمساعدة بينما أتصل آخرون بالنجدة .

في الداخل لازال رمزي يكافح من أجل حياته بينما تحاصره النيران داخل المنزل , المسخ لم يكن يمزح لقد أراد رمزي ميتاً ولم يكن ليرحل قبل ذلك , أمسك المسخ برمزي من جديد ثم أخذ يسدد له اللكمات في وجهه وصدره ومعدته وأنحاء جسده ثم يلقي به هنا وهناك ليصطدم بجدار ثم بأخر بينما يسمع رمزي عظامه تتهشم بلا رحمة , بعد بضعة دقائق ظل رمزي ممدداً على الأرض هناك كخرقة بالية والدماء تتدفق من كل جروحه و الألم يحصر حركته وتفكيره والنيران تحكم كل شئ من حوله , المسخ واقفاً هناك وسط النيران لايتأثر بها ولا تؤثر فيه بل بدت وكأنها تتجاهله عن عمد , إقترب المسخ ثم ركع على ركبتيه بجانب رمزي وبدأ يخنقه بقوه , أنفاس أخيرة أحتبست داخل صدره وبدا أن المعركة قد حُسمت بينما أندفع أحد الأهالي إلى داخل المنزل ليختفي المسخ على الفور .

نُقل رمزي إلى المستشفى في غيبوبة , عظامه مهشمة بقسوة يعاني نزيفاً داخلياً وخارجياً وأصبح في حالة لايُرسى لها بينما توفى الأستاذ سمير .

..........................................................................................................

إذا أعجبتكم الرواية حتى الأن أرجو التصويت والتعليق فآرائكم دائما تسعدني..

شكرا

أبيسوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن