الفصـــل 7

70 10 4
                                    

أبيسوس

يوماً عادياً بالكاد يوماً تابع فيه أهل أبيسوس العمل في الشوارع.. لاحظت ماجي على مدى سنوات ذلك الغريب يكسّر أحجاراً ثم ينقلها بعيدا ثم يعود من أجل المزيد. أخيراً تمكّن منها الفضول وتملّكت الشجاعة لتترك له العنان فسألت رفيقة لها في العمل عن ذلك الغريب الذي يعمل وحده بعيداً هناك في صمت عند الجسر المهدوم. أخبرتها أن لا أحد يعلم من هو. الحاكمة تلقبه بڤكس وذلك لأنه متجهّم طوال الوقت. فتساءلت نادية عن سبب قيامه وحده بتلك الأعمال الشاقة فأخبرتها رفيقة العمل تلك أن لا أحد يعرف بالضبط لكن يشاع أنه حاول الهرب أكثر من مرّة لذا الحاكمة تشتعل غيظاً كلما رأته، وأنها لا تعرف إذا كان ذلك حقيقياً لكن ماذا غير ذلك قد يكون السبب؟

لم تبدو نادية مقتنعة بالأمر، إذا كان ذلك صحيحاً وأنه بالفعل حاول الهرب فلما لم تلق به الحاكمة في الهاوية كما فعلت بغيره؟..

وقفت ماجي معلّقة نظرها على ذلك الغريب، إنها تشعر أنه يعرف شيئاً، أرادت بشدة التحدث إليه.

- بم تفكرين يا ماجي؟ هل..؟

- نعم، الهرب ولما لا؟ إذا فشلنا ستلقي بنا الحاكمة في الهاوية؟ ليكن، كم مضى على وجودنا هنا يا نادية؟

- حوالي سبع سنوات

- ونحن مرهقون وجوعا، تلك العصيدة التي تطعمنا إياها كل ليلة بالكاد تبقينا واقفين على أقدامنا. يجب أن نخرج من هنا، أشعر أن ذلك الرجل لديه الإجابات أو قد يكون عوناً لنا بطريقة ما

- ..........

مرّ اليوم زاحفاً على قوائمه الأربعة حتى أخيراً حلّ الليل. لا أحد يعلم بالضبط أين يقضي الغريب ليلته لذا تتبعته ماجي ونادية حتى وصلتا إلى أحد المنازل المعزولة الخربة، يبدو أن الغريب يرتاح لقضاء ليلته هناك. انتظرت السيدتان حتى غرق الآخرون في النوم وخفّت وطأة الحراسة فتسللتا إلى منزل الغريب.

دخلا المنزل بحذر شديد فوجدتاه يجلس على الأرض هناك بجانب مرتبته البالية ممدداً رجل وثاني الأخرى، باسط ذراعه على ركبت رجله المثنية، سانداً رأسه إلى جدار. وجهه في الظلام بينما باقي جسده بالكاد في الضوء المتسلل عبر النافذة المتسخة من أحد المشاعل المقاده في الشوارع.


وقفت السيدتان تبحثان عن كلمات وأخيرا نطقت ماجي

- نحن .. هنا كي نسألك أمراً

- .........

- أين أخلاقي؟ حسناً لنبدأ من جديد، أنا ماجي وهذه نادية، سمعنا أنك حاولت الهرب وكنا نريد أن نعلم إذا كان هذا صحيحاً

أبيسوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن