الفصـــل 20

31 10 2
                                    

1806 م

 دخل دومينيك المنزل المريب بحذر حاملاً في يده مشعلاً نارياً , بدا أن ضوء مشعله يتقلص ويتآكل . كان ذلك مريباً , هو لا يعرف بالضبط ما الذي يبحث عنه لكنه كان يائساً بل وأقسم لنفسه أنه إذا لم يعثر على مخرج للكونت سيدخل له ولن يتركه وحيداً ..

داخل المنزل عثر على قميص الكونت والذي كان يرتديه في أخر رحلة صيد خرجا فيها معاً . أخذ يصرخ في غيظ ويركل قطع الأثاث الموضوعة هنا وهناك ويهشمها بينما يزمجر في غضب شديد وهنا وقعت عيناه على شئ غريب , هناك على الجدار الشرقي من المنزل رمز مرسوم

- ما هذا ؟

هدأ قليلاً ثم أقترب من الجدار ليتفحص ذلك الرمز بعناية

( إنها دماء , من رسم هذا ؟ ولماذا ؟ )

خرج دومينيك على الفور متجهاً إلى أحد الخميائيين وأطلعه على ذلك الرمز فلم يتعرّف عليه ثم ذهب لآخر ثم لآخر .. لا أحد يعرفه .

ليجد نفسه مرة أخرى عند باب منزل الخميائي سعدون , تنهّد في ضيق ثم طرق بابه مضطراً

- هل تعرف ذلك الرمز ؟

عرضه دومينيك على الخميائي بعد أن رسمه على ورقة

- ياألهي ! كيف عثرت عليه ؟

- لا يهم , فقط أخبرني ما هذا ؟

بدا الخميائي مرتاباً ومتردداً لكن لم يكن دومينيك ليرحل قبل أن يعثر على إجابة . أخبره الخميائي أنه رمز للإتصال بالجانب الأخر وبمهما كان فيه وللتواصل مع المحبوسين هناك على ما يعتقد فسأله دومينيك في غيظ لما لم يخبره بذلك من قبل فأخبره موضحاً لأن كل من عقد ذلك الأتصال أنتهى به المطاف ميتاً محترقاً أو ممزقاً أو كلاهما وأن مهما كان ما يسكن ذلك المنزل فهو يزعجه الإتصال بمن هم محبوسين هناك ولا يرغب في أي أتصال بين العالمين فمن الخطر القيام بذلك تحت أي ظرف من الظروف , أصرّ دومينيك على أن يجعل سعدون يعقد الإتصال لكن الأخير رفض وبشدة . ضغط دومينيك على أسنانه في غيظ ثم أمسك بملابس الخميائي مهدداً إياه إذا لم يقم بذلك فإنه يقسم بإرساله في أول رحلة إلى هناك ثم أنتزع خصلة من شعر الخيميائي متوعداً أنه سيفعل به ما فعله الأخير بصديقه إذا لم ينفذ أوامره . إلا أن الرجل ثبت على موقفه لم يكن ليعقد ذلك الأتصال المميت تحت أي ظرف من الظروف .

جلس دومينيك على الأرض يريح رأسه على راحة يده في يأس , أغلق عينيه للحظات , شعر أن رأسه قد فرغ من أي فكرة مفيدة . فقال الخميائي ملطفاً

- إسمع أيها الأعجمي , قد لا أستطيع مساعدتك لكن مهمن كان من رسم ذلك الرمز فهو بالتأكيد قد قام بذلك الإتصال ومن يعلم فقد يتوصل لطريقة لخروج المحبوسين بالداخل

- هل تعتقد ذلك ؟

- بالطبع , أنا حقاً لا أعرف من رسمه أو من أي عصر هو لكن ...

فقاطعه دومينيك متسائلاً

- لحظة ! من أي عصر ؟ ماذا تعني ؟

- الزمن ينعدم داخل ذلك المنزل وبالطبع حيث يوجد المحبوسين فهو حلقة وصل بين كل الأزمان وكل العصور وكل الأوقات

بدأ دومينيك يصاب بالصداع لعدم تمكنه من إستيعاب كل تلك التعقيدات فعاد إلى صمته ووضع رأسه على راحة يده من جديد.

...................................................................

إذا أعجبتكم الرواية حتى الآن..لا تنسوا التصويت والتعليق ))


أبيسوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن