الفصـــل 8

68 10 8
                                    

رومانيا 1850م 

خرج ڤكس على حصانة الأسود القوي إلى الغابات غرب ضيعته الشاسعة بصحبة سيفة الحاد وبندقيته بحثاً عن فريسة مثالية وخلفه سبعة من أصدقائه بينهم صديقه المقرّب ماركوس.

لمح ڤكس والذي كان يُدعى حينها بـالكونت ( أنچلوف دي سيلڤا) فريسة من بعيد، غزالة ترتع وتأكل بين الأشجار. ظل صديقه ماركوس يراقبه. المسافة بعيدة جداً من المستحيل أن يصيبها الكونت من تلك المسافة خصوصاً وأن الأشجار متقاربة وكثيفة. ضوء الشمس يتخلل أغصان الغابة المتشابكة ليتفرق إلى أحزمة متباعدة من الأشعّة لتنشر نوراً هادئاً لصباح مثالي مضيفاً للمكان لمسة سحرية كقصة خيالية للأطفال عن الغابات التي تسكنها الجنيات الصغيرة وتتحدث فيها الحيوانات بلغات البشر. رفع الكونت أنچلوف بندقيته أمام وجهه مصوباً نحو الغزالة فأصابها بطلقة واحدة ومن ثم وقف يتأمّل منظر الغابة البديع. اقترب بفرسه من أعمدة النور فيداعبها بأصابعه بخفّة بينما تحتضنهم عينيه اللامعتين، لازال ماركوس يراقبه من بعيد للحظات ثم ابتعد بجواده تاركاً إياه في عالمه المنغلق والوحيد.

كان الكونت أنچلوف آخر من عاد إلى قصره الذي يتوسط ضيعته، لكنه حمل الغنائم الأكثر والأكبر مما يجعله يحتل مرتبة الصياد الأبرع على الإطلاق دون منازع..

أصدقاؤه يحبون قضاء الوقت عنده ويفتخرون بصداقته. الكونت (أنچلوف دي سيلڤا) الرجل الأهدأ والأقل كلاماً والأكثر براعة والأحد ذكاءاً هكذا عُرف الرجل.

في المساء جلس الكونت على رأس الطاولة المستطيلة والممتدة على طول غرفة السفرة الشاسعة. أحضر الخدم الفرائس التي اصطادها الرجال في رحلة صيدهم ذاك الصباح بعدما قام الطهاه بتسويتها جيداً.

مائدة ضخمة محملة بكمية أضخم من الطعام يصعب على كتيبة جيش إنهائه في ثلاثة أيام.

على يسار الكونت تجلس زوجته نورا وبجانبها أربعة زوجات لأربعة من الأصدقاء السبعة للكونت والجالسون إلى يمينه.

الكل متأنق خصوصاً السيدات بحليهن البراقة وفساتينهن الحريرية المطرّزة والفخمة. يتسامرون ويضحكون فنهض ماركوس من مقعده رافعاً كأس من النبيذ قائلاً

- أريد أن أقترح نخباً

صمت الجميع ثم رفعوا كؤوسهم لأعلى بينما قال ماركوس مردفاً

- نخب صديقنا الأبرع والأفضل على الإطلاق..نخب الكونت أنچلوف دي سيلڤا، الصديق الرائع والصياد البارع، صديقي المقرّب والذي أفتخر أنني أسير في خطاه كل يوم..إليك يا صديقي..

فصاح الجميع بسعادة

- إلى الكونت..

رشف ماركوس رشفة بينما أرمق نورا بنظرة ردّت عليها بأخرى لكن سرعان ما اندمجا في الحديث مع الآخرين واستجابا للمزاح.

أبيسوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن