الفصـــل 16

41 8 1
                                    

مدينة البارون رومان

ظل رمزي يطرق باب منزل صديقه ثم أنتظر لبعض الوقت فلم يكن هناك إجابة ليأتي ذلك الصوت المفاجئ من خلفه

- رمزي ! لا أصدق

أنتفض رمزي متفاجئ ثم ألتفت نحوه معلقاً

- ها أنت ذا , لقد اخفتني للحظه , هل لديك دقيقة ؟ أريد أن أتحدث إليك قليلا

- بالطبع تفضل

في الداخل أحضر الرجل فنجانين من القهوة غير مصدقاً أن رمزي يحتاج مساعدته ظن للحظة أن سمعه بدأ يخدعه لطالما اعتبره رمزي مجنونا لكن بدا أنه قد غيّر رأيه قليلاً

منزل الأستاذ سمير عالماً من الفوضى , كتب في كل مكان وملابس ملقاه هنا وهناك وأواني متسخه ومتراكمة فوق الحوض . تأمّل رمزي ذلك ولم يعلق فأنه يعلم جيداً كيف يبدو منزل صديقه القديم . تناول أ/سمير رشفة من قهوته ثم وضع الفنجان بتواضع على منضدة القهوة التي تقف بينه وبين رمزي ثم قال بتوتر

- ذلك المنزل يجب أن يظل سراً بيننا , ليس من مصلحة الناس أن يعرفوا مكانه أو بوجوده وإلا حدث ما لا يحمد عقباه

- ماذا تعني ؟

- ذلك المنزل بشكلٍ أو بآخر بوابة إلى بُعد آخر أو شيئ كهذا , ذلك المنزل حي , يرى ويراقب وأستطيع أن أقسم أني سمعته يتنفس ذات مرة أو قد تكون الرياح التي تهب هناك باستمرار ؛ ما أعنيه هو أن ذلك المنزل إذا أستطاع الحصول على أثر شخص ما مثل بعض الدماء أو خصلة شعر أو سنّه أو ظفر وهكذا , أي شئ يحتوي على – كما يقول العلم الحديث – ال DNA ( الحمض النووي ) الخاص بشخص ما يخطفه بعيداً إلى مكان ما في بُعد ما , هل قرأت اللافتة بالخارج ؟

- حاولت فلم أفهم شئ

- مكتوب ( أبيسوس )

- وما هذا أو هذه ؟

- ليس لدي فكرة لكن أعتقد أنه ذلك هو المكان حيث يذهب الناس ولا يعودون

- وما العمل الآن ؟

مطّ أ / سمير شفتيه معبراً عن جهله التام بما يجب عمله . عبّر رمزي عن خيبة أمله في أنه ظن أن صديقه القديم يستطيع مساعدته فأخبره أ/ سمير أنه حاول لسنوات هو وأصدقاءه من الوسطاء التوصل إلى أي شئ قد يساعده كي يتتبع الناس المفقودين هناك فلم يتوصل إلى شئ ,إلا أنه ذات ليلة أستطاع فيها التوصل إلى طريقة للتواصل مع أشخاص من هؤلاء المختفين , لكن مكتبه أحترق بعد ذلك بشكل غامض وضاعت معه كل أبحاثه وكتبه ومخطوطاته والكثير من الأشياء القيمة والتي لن يسترجعها أبداً . تحيّر رمزي في البداية متسائلا عمّا يعنيه بـ "الوسطاء" لكن من الواضح أنها كانت زلّة لسان لم يرغب أ/سمير في توضيحها أو التعليق عليها.

أبيسوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن