أبيسوس .
في حجرة مكتب الحاكمة حاول ولديها تهدأتها لكن دون جدوى إنها مصرة على إلقاء كل من خرج عن سيطرتها في الهاوية فخرج قاصي عن هدوءه المعتاد قائلاً بعصبية
- لكن يا أمي هم ليسوا أناس سيئين , إنهم يرفضون التعسف وأنت لم تعطيهم خيار أخر , كل تلك القسوة والعمل الشاق والإعدامات العلنية المريضة .. ما مشكلتك حقاً ؟
نظرت له الحاكمة بدهشة ثم صاحت مستنكرة
- كيف تجرؤ ؟ كيف تتحدث إلي هكذا ؟ هل أعتقدتما حقاً أن تلك الأفعى صديقتكما ؟ لقد استغلتكما أيها الأحمقان كي تعرف أسراري , هل أنتما بهذا الغباء ؟ لابد وأن والدكما هو السبب فأنا لست كذلك
ظهر ذلك المسخ ذو المعطف الأحمر والعينان الحمرويتان والأسنان الحادة فجأة في مكتب الحاكمة صاحت متفاجأه ...
- أبراكساس ! إين كنت ؟
- .............
- أسمع أريدك أن ...
فقاطعها عاصي مترجياً إياها ألا تفعل ذلك فهو يعلم بالضبط ما كانت على وشك قوله , كان يعلم بأنها ستستعين بأبراكساس للعثور على ڤكس وماجي والمجموعة الهاربة كي تقبض عليهم ثم إعدامهم علانين أمام كل من بالمدينة كي يستخرجوا منهم دروساً وعبراً . أومأ أبراكساس برأسه ثم أختفى في الهواء .
وقف أبراكساس فوق سطح أحد أباج أبيسوس العملاقة , عيناه تمسحان المدينة بدقة .
في ساحة خلفية لأحد المنازل الكبيرة شمال شرق أبيسوس بدأت المجموعة تتدرب على حمل واستعمال الأسلحة النارية الخفيفة كالمسدسات والبنادق ويشرف عليهم العقيد مراد الجندي السابق . تلك الأسلحة مجرّد كمّ صغير لمخزن مخبأ لا يعرف مكانه إلا ماجي ونادية وجمال والعقيد مراد فقط وذلك حماية من أن يسقط أحد أفراد المجموعة في يد الحاكمة وتستخرج منه أي معلومة بإحدى سبل التعذيب لديها.
في ساحة التدريب وقف 7 من المتدربين صفاً وأمام كل منهم أشكال هيكليه للتنشين , ومن المتدربين ماجي ونادية جنباً إلى جنب تحملان السلاح وتبليان بلاء حسن فمدحهما العقيد وأثنى عليهما لذلك . يسير التدريب جيداً وبرعت المجموعة بشكل ملحوظ في أستعمال السلاح واصلت المجموعة التدريب بإجتهاد وحماس واضح بينما وقف أبراكساس على مقربة من المنزل حيث يختبئون يحدق به بنظرات نارية في غل وحقد واضح في عينيه وخلف وجهه الملثم تستطيع أن ترى أنه يريد أن يحرق المكان بمن فيه نظراته الثاقبة الحادة تكاد تخترق الجدران وتمزق من بالداخل .عاد إلى الحاكمة وأخبرها بمكان ماجي والمجموعة فأرسلت رجالها على الفور للقبض عليهم وإحضارهم وبمساعدة أبراكساس لم يستغرق الأمر إلا دقائق وتم القبض عليهم بالفعل ثم قادوهم إلى مطعم المدينة وهناك قام الجلادون بتقييدهم ثم شرعوا بتعذيبهم وبدأ الصراخ يرتفع إلى خارج المطعم .
بعنف زائد مارس الجلادون هوايتهم المريضة فيجلدون البعض ويجرحون أخرين في أماكن متفرقة من أجسامهم والبعض يحرقونهم بالنار .
دخلت الحاكمة بكل كبرياء إلى المطعم كملكة منتصرة ترتدي نظرة تشفي وخلفها ولديها لكنهما لم يستطيعا تحمل المشهد فإندفعا خارجين عن المكان .
أقتربت الحاكمة من ماجي والتي تم تقييد كلتا يديها للأعلى وهناك جروح متفرقة في أنحاء جسمها , ثم أحكمت قبضتها حول عنقها قائلة
- ظننت أيتها الغبية أني صدقتك ولو للحظة أنك تعملين من أجلي ؟ قد لا تكوني بمنتهى الغباء لكن هذا لا يعني أنه ليس لديك شئ منه .. أنت حقاً خسارة كبيرة لكن ماذا أفعل ؟ أنت من ترك الغباء يتسلم القيادة
ضغطت بقبضتها على عنق ماجي محاولة خنقها بينما تقول مردفه
- قد أعطيتك ما لم أعطه للآخرين على أمل أن تعودي لرشدك لكنك من أصر على العصيان والتمرد فلا تلومي إلا نفسك
عجزت ماجي عن التنفس تماماً فصاحت نادية
- أبتعدي عنها أيتها الجبانة , على الأقل ماجي لديها شجاعة ليست لديك وبينما لديك كل هؤلاء الحرس والأتباع تختبئين خلفهم خرجت هي وليس لديها أي شئ لكنها صرخت على أي حال قائلة "هذا يكفي "
تركت الحاكمة عنق ماجي فأخذت تسعل بشدة وتشهق بعنف أشاحت الحاكمة نظرها ناحية نادية ثم إقتربت منها معلقةّ
- أنت ! تذكريني بنفسي كثيراً لكنك أكثر خبثاً , تتصنعين البراءة ثم تلدغين كالعقرب , كان من الممكن أن أستفيد من شخص كهذا لكني أراهن أنك في نفس غباء صديقتك , على أي حال إستمتعوا بوقتكم هنا لأن فور إنتهائكم سيتم إلقائكم في الهاوية في الحال أمام الجميع , لن تقضوا ليلتكم في الحفرة .. لقد تعلمت الدرس
خرجت الحاكمة وتابع الجلادون عملهم ليرتفع الصراخ من جديد .

أنت تقرأ
أبيسوس
Ficción General،أبيسوس هي مكان حيث الأبرياء والخاطئون يدفعون بالتساوي ثمن أشياء سواء ارتكبوها أم لا ....هاوية حيث يتمنى الأحياء أن يموتوا ويتمنى الموتى ألا يكونوا كذلك ( يالها من مهزلة ! وقتي ينفذ ولا أبالي , وحدتي تمزق الساعات إلى ثوان , ما الذي أفتقده ؟ .. لا ش...