الفصـــل 6

62 8 0
                                    

مدينة البارون رومان

   لم يرد خبر عن ماجي أو نادية منذ أكثر من اسبوع. لم يكن رمزي ليهدأ قبل أن يعلم شيئاً. الشرطة كالعادة لم تستطع التوصّل إلى شئ كمعظم حالات الإختفاء في السبعين عاماً الأخيرة، لذا قرر أن يتولى الأمر بنفسه وفكر أن يتعاون و (علي) زوج نادية للبحث عنهما بنفسيهما، فاتجه على الفور إلى منزل نادية. طرق الباب بهدوء فلم يتلقى أي رد. هناك دخان كثيف يتسرّب من فتحات الباب وكأن المنزل يحترق..

طرق رمزي بلطف عدة مرّات لتنفرج زاوية الباب.

" إنه مفتوح ؟!!"

دخل رمزي بخفّة ينادي عليّ.... لم يرد. تتبع مصدر الدخان ليجد عليّ جالسا هناك وحده في الظلام يدخّن، وبقايا السجائر التي أشعلها ملقاه بكميات مخيفة حوله هنا وهناك. الستائر مسدلة، النور مطفأ والأجواء كئيبة وهناك دخان في كل مكان..

سعل رمزي قليلاً قبل أن يتمكن من الحديث

- عليّ! لا أظن أن الشرطة ستأخذنا أبعد من ذلك. أظن أننا سنضطر للإعتماد على أنفسنا للعثور عليهما

- ..........

تابع رمزي طريقة ليزيح الستائر من طريق الضوء ليصطدم بوجه عليّ فيشيح بوجهه بعيداً، يطفئ سيجارة ويشعل أخرى.

- آخر مرّة رآهما أشخاص كانتا في سيارتك ذاهبتان إلى مكان ما، كل ما علينا فعله هو تقصّي الأمر وقد يحالفنا بعض الحظ

- ........

لم يتفوّه عليّ بكلمة فقط تابع التدخين في صمت، لم يعلّق أو حتى يشارك في الحديث.

- علي! هل تسمعني؟

- واجه الأمر يا رمزي..تريد أن تخبرني أنك لم تفهم الأمر بعد؟

- ما الذي تتحدث عنه؟

- أنت تعلم جيداً أنهما لم تختفيا في الهواء..لقد تركتانا ولا تخبرني أن تلك الفكرة لم تخطو إلى رأسك

- علي! جارتكما السيدة فريدة قالت أن نادية طرقت بابها باكراً بحثاً عن صوفي. الطفلة اختفت يا عليّ وماجي ذهبت لمساعدة نادية للبحث عنها ولم تعودا حتى الآن

- .............

لم يجد رمزي فائدة من الحديث مع عليّ لذا انطلق وحيداً للبحث عنهما، كان يعلم أنه سيجد شيئاً.

سأل مساعد ماجي والذي رآها آخراً، أخبره أن نادية جاءت واصطحبتها وأن سيارتهما اتجهت غرباً..لكنه لم يسمع شيئاً على الإطلاق مما دار بينهما من حديث..

انطلق رمزي غرباً فقابله على الطريق محطة للوقود فكان يجب أن يسأل.

أخبره أحد العاملين هناك بعد أن عرض عليه صورة لهما أنه بالفعل رأى السيدتين منذ أسبوع تقريباً وأن السيدة التي على يمين الصورة ويعني بذلك نادية أنها اشترت ثلاثة جراكن من الوقود ووضعتهما في حقيبة السيارة وأكد أنه لم يكن معهما أي أطفال. وأضاف الرجل الذي مسح لهما زجاج السيارة ذلك اليوم أنهما تابعتا طريقهما غرباً ولا يعرف أي شئ آخر..

لم يتوقّف رمزي عند ذلك الحدّ، بل تابع طريقه غرباً لايدري إلى أين قد يصل..

انتهى الطريق الأسفلتي ليبدأ طريق ترابي واستمر لكنه لم يجد شيئاً. تُرى هل تابعتا طريقهما مباشرةً أم اتجهتا يمينا أو يساراً؟ وصل رمزي إلى لاشئ ذلك اليوم لكن ولابد أن يعثر يوماً ما على إجابات.

  

أبيسوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن