أبيسوس
عسكرت المجموعة الهاربة في أحد المنازل عند أحد أطراف المدينة بالقرب من الهاوية , تبعد عنهم مدينة الملاهي بضعة مترات , أخذوا يضمدون جراح بعضهم البعض , لم يصدقوا حتى الأن ما حدث وأنه تم إنقاذهم من الموت بتلك المعجزة .
قال جمال معلقاً
- عندما تظن أن حظك قد نفذ ثم .. ثم يحدث ذلك , أكاد لا أصدق
كانت ماجي رغم إعيائها الشديد قلقة على الكونت لكن جمال أكد لها أن الكونت سيكون بخير بلا أدني شك فهي لم ترى ذلك الرجل يقاتل كما رآه الآخرون عندما واجه تلك المخلوقات الهاربة وحده , إنه حقاً بارع بل الأبرع على الأطلاق .
حل الليل أخيراً بعد يوماً عصيباً وشاقاً بعد ليلية أخرى عصيبة وشاقة ,جميعهم إجتمعوا على أنهم محظوظون لبقائهم على قيد الحياة . إنتفض الجميع فزعاً لتصل أيديهم على الفور إلى أسلحتهم موجهون أياها نحو الباب عندما تفاجئوا بوقوف شخصاً هناك ثم تنفسوا الصعداء عندما وجدوه ڤكس , عبر جمال عن إرتياحه وشكر الكونت إلا أنه لم يعره أي أهتمام بل نظر نحو ماجي التي بدا عليها الإعياء الشديد بينما تقوم سيده من المجموعة بتغيير الضمادات على جراحها فقال لها ڤكس بحده
- لا .. لا .. أنت تفعلين ذلك بشكل خاطئ
أبعد ڤكس السيدة عن ماجي ثم بدأ بتضميد جراحها بنفسه وقد برع في ذلك أيضاً ثم مددها على أحد المراتب البالية ثم قال
- يجب عليك الراحة الآن وستتحسنين في الصباح التعذيب ليس إلا دفعة تدفق المزيد من الدماء في العروق لتشعري بأنك أكثر قوة وأقل خوفاً على الرغم من أني أراك هكذا بالفعل
- أنت ..أنت مجروح , أنك تنذف بشدة
نظرڤكس للجرح الذي على ذراعه بلا مبالاة معلقاً
- ذلك ؟ لا شئ
نادت ماجي على نادية وطلبت منها تضميد جرحه لكنه رفض ونهرها فنهضت ماجي المرهقة بنفسها كي تضمد هي جرحه ولسبب ما لم يعترض ولم يوقفها , إنتهت من تضميد جرحه في دقائق ثم عادت لتتمدد في إعياء شديد على تلك المرتبة البالية وتغرق في نوم عميق . بدا التعب الشديد على جمال بدوره لكنه قاوم ذلك الشعور ليقوم بأول نوبة للمراقبة فطلب منه ڤكس الذهاب لنيل قسط من الراحة وسيتولى هو أمر الحراسة , لم يعثر جمال على أي كلمة يستطيع أن يشكر بها ڤكس بما يكفي أو يعبر له عن إمتنانه لذا أومأ فقط برأسه موافقاً ثم ذهب للنوم .
جلس ڤكس على أول درجتي سلم أمام باب المنزل يحدق إلى سماء الليل الجهنمية تلك مفكراً
( يجب أن أخرج هؤلاء القوم من هنا , لم يعد أي جزء من المدينة آمناً , ماجي تحتاج لعلاج مكثف كما أن الجميع في خطر محدق , المدينة تتداعى , إنها تحتضر , أستطيع الشعور بذلك , يجب أن أخرجهم من هنا لكن لن يمر ذلك بلا مواجهة , لقد اقترب الوقت , ستخرج السيوف من جواربها وستتلون بلون الدماء لكن ليس هناك مفر )
في ذلك الوقت بعيداً في الجانب الأخر من المدينة تداعى أحد المباني المتهالكة في الهاوية لتتسلق الوحوش أنقاضه وتخرج بأعداد كبيرة تركض باحثة عن اي شخص كي تلتهمه بأسنانها الحادة وتمزقة بأسنانها الكبيرة القوية , إنها مخلوقات رمادية مقوسة الظهر ذات أقدام نحيفة وطويلة .
أنت تقرأ
أبيسوس
Ficción General،أبيسوس هي مكان حيث الأبرياء والخاطئون يدفعون بالتساوي ثمن أشياء سواء ارتكبوها أم لا ....هاوية حيث يتمنى الأحياء أن يموتوا ويتمنى الموتى ألا يكونوا كذلك ( يالها من مهزلة ! وقتي ينفذ ولا أبالي , وحدتي تمزق الساعات إلى ثوان , ما الذي أفتقده ؟ .. لا ش...