مدينة البارون (لمحة من الماضي)
بينما تعمل نادية بالمطبخ وتعد وجبة عشاء لذيذة لزوجها وطفلتها. تتمدد الطفلة ذات الستة أعوام على بطنها محاطة بالألوان وكرّاسات الرسم. شعرها البني مسترسلا على ظهرها وعلى كتفيها ملامساً للأرض ويغطي جزء من وجهها، ترسم الطفلة لوحة بسيطة تعكس بها عالمها الطفولي الصغير.
تراقبها نادية من وقت لآخر بينما تهز الطفلة ساقيها لأعلى ولأسفل مستمتعة بعالمها الصغير. يظهر شبح ابتسامة على وجه والدتها ثم يختفي في نفس لحظة ظهوره.
براءة تلك الطفلة وصوتها العذب الصغير بينما تتغنّي بأغنيتها الطفولية المفضلة ذكّرا والدتها عن سبب تحمّلها لقسوة الحياة في هذا المنزل وأن تلك الطفلة هي أحد مصادر السعادة بل هي المصدر الوحيد للسعادة بالنسبة لوالدتها والسبب الوحيد الذي يجعلها تستمر في تلك الحياة ليوم آخر.
قلمي الأزرق..يرسم زورق
وسماءِ بها شمس تشرق
قلمي الأحمر..أخذ المنظر
لوّن كل الورد الأحمر
قلمي الأصفر..نظر وفكّر
أين مكان اللون الأصفر؟
رسمت الطفلة نفسها ووالديها يقفون جميعاً في حديقة ما وخلفهم بعيدا هناك يقف منزل غريب مظلم يبدو وكأنه يتطفل على الصورة. كتبت فوق صورة والدتها (ماما) وكتبت فوق صورة والدها (بابا) وفوق صورتها (أنا) وفوق صورة المنزل (اوﻤ..) انكسر سن القلم قبل أن تنهي الكلمة وبينما تقوم بتحسين السن انجرح اصبعها لتسقط قطرة أو اثنين من الدماء على الصورة صرخت الطفلة فهرعت الأم لنجدتها وتضميد جرحها الصغير، ثم نظرت للوحة وابتسمت
أنت تقرأ
أبيسوس
General Fiction،أبيسوس هي مكان حيث الأبرياء والخاطئون يدفعون بالتساوي ثمن أشياء سواء ارتكبوها أم لا ....هاوية حيث يتمنى الأحياء أن يموتوا ويتمنى الموتى ألا يكونوا كذلك ( يالها من مهزلة ! وقتي ينفذ ولا أبالي , وحدتي تمزق الساعات إلى ثوان , ما الذي أفتقده ؟ .. لا ش...