الفصل الثاني:
في نهار اليوم الأول من شهر يناير بعد أن سهروا محتفلين بليلة رأس السنة، استيقظ جايسون على صوت رنين الهاتف، رفع السماعة ليسمع صوت زوج والدته على الطرف الآخر يخبره بإصابة والدته بالمرض ولم تنجو منه، وقف مشدوهًا فقد أصيب بصدمة ولم يستوعب الخبر، وقعت سماعة الهاتف من يده، وحدق بالأرض دون أن ينطق بحرف، التفتت زوجته سارة نحوه متسائلة بقلق:
- ما الخبر؟
ظل صامتًا ولم يجبها، ثم تسللت دمعة من عينيه، التفت إليها، وبصوت مضطرب نعى والدته التي لم تنجو من المرض، خرج من غرفة نومه متجهًا إلى غرفة المعيشة، كان والده مشدوهًا بشاشة التلفاز، تردد قبل أن يخبره بمصاب والدته، لكنه في النهاية استجمع قواه وأعلن عن إصابتها بمرض خطير لا نجاة منه، عم الحزن بينهم وصمتوا طويلاً دون إبداء أية كلمة، أعلن مذيع الأخبار عن انتشار المرض في كافة أنحاء العالم، وعلى المواطنين التوجه إلى أقرب ملجأ والاختباء فيه، وأن الإذاعات المحلية ستعلن عن أماكن الملاجئ.
قال والده:
- سمعتم ما قاله، دعونا نرحل من هنا.
تساءلت ساره:
- إلى أين سنرحل؟
أجأبها جايسون:
- لا أعلم، سنذهب إلى أقرب ملجأ
اقتربت ابنته الصغيرة إيميلي من سارة، فضمتها إلى صدرها الحنون، قالت سارة لابنتها تطمئنها:
- لا تخافي، سنكون بخير.
وهموا بالرحيل، حزموا أمتعتهم ثم ركبوا السيارة متجهين إلى أقرب ملجأ، كان الناس يهرعون هربًا من المكان، وبعضهم قد تحول إلى وحوش لا إنسانية، أشيعت الفوضى بين الناس، بعض السيارات تتصادم ببعضها من سرعتها، وبعضها تتوقف ويهرب أصحابها منها خوفًا من تلك الكائنات، ارتمت إيميلي بين أحضان والدتها خوفًا، ارتعبت سارة حينما شعرت بارتفاع درجة حرارة ابنتها، وضعت يدها على جبهة الطفلة فأحست بسخونتها، خافت من إصابتها بالمرض، فطلبت من زوجها التوجه فورًا إلى أقرب مستشفى لإجراء الفحوصات اللازمة ومعرفة سبب ارتفاع درجة حرارة ابنتهما.
وصلوا إلى المستشفى كانت الفوضى تعم المكان، الناس يصرخون ويهرولون هربًا، ترجل جايسون من السيارة وصادف طبيب ذو أصل هندي أسمر البشرة قد خرج لتوه من المستشفى، كان يتحدث عبر الهاتف:
- لا تقلقي يا عزيزتي، سآتي فورًا، إلى اللقاء.
توسل جايسون إليه:
- أرجوك أيمكنك أن تفحص ابنتي، حرارتها مرتفعة جدًا.
لكن الطبيب رفض متحججًا بالمستشفى الذي أصبح الآن خارج السيطرة، المرض منتشر داخل المستشفى ولا يستطيع العودة إليه، لكن بعد إلحاح جايسون الشديد وتوسلاته، سأله الطبيب:
أنت تقرأ
أحبك ولكن!
Spiritualالكتاب الأول من سلسلة "حب في زمن الكوارث" دانة فتاة مسلمة لم تستطع من ان تتجاهل مشاعرها في زمن لا إنساني زمن انتشر فيه الوباء، القتل، والموت انعدمت فيه الإنسانية زمن تنقلب فيه الأوضاع وتسود الجرائم دون رادع يقتل الإنسان لحماية نفسه يسرق لتأمين احت...