أحبك ولكن!

القسم الخامس: الفصل السادس عشر

الفصل السادس عشر

فتحت دانة عينيها، كانت الغرفة بيضاء وجسدها ممدد فوق سرير المستشفى ذو اللحاف الأبيض، ومايكل يغط في نوم عميق فوق السرير المجاور، جهاز التنفس الصناعي متصل بأنفه، شعرت بوخز وألم مرتكز في كفها الأيمن، كيس مصل معلق فوق السرير متصل بوريدها، تمنت لو تنزع الحقنة المغروزة بيدها وترميها بعيدًا عنها، حاولت النهوض من السرير، واقتربت من مايكل، تأملت وجهه، مررت أناملها على وجنتيه، عبثت بلحيته الخفيفة والشيب الذي يخيفه بدأ بالظهور، تجاعيد تملأ وجهه، وشعر رأسه الذي بدأ ينبت، كادت تجهش بالبكاء لكنها توقفت متماسكة، لم ترغب أن تبدو ضعيفة رغم أنه قد لا يشعر بوجودها بجواره، أمسكت بيده اليسرى وهمست قائلة:

- أرجوك، لا تتركني، لقد وعدتني ألا تتركني أبدًا، "يا رب، أحفظه لي، لأني أحبه، واغفر لنا، اغفر له ولي!"

فُتح باب الغرفة، دخل ساراس وبصحبته الممرضة، تمعن النظر بدانة فلاحظ الدموع التي تتسلل من عينيها، سألها بهدوء:

- هل أنت بخير؟! أما زلت تشعرين بالدوار؟

أجابته بضيق:

- أنا بخير، لكن المصل انتهى، والحقنة تزعجني جدًا، ألن تنزعوها عني؟

هز ساراس رأسه واقتربت الممرضة من دانة، قامت بإزالة الحقنة، ثم خرجت من الغرفة وهي تحمل كيس المصل، بدأت دانة حديثها بهدوء:

- إنني مصابة بفوبيا الحقن، الحقنة بأنواعها تصيبني بهلع وضيق.

- كان عليك إبلاغي بالموضوع من قبل، فقد قلقنا عليك!

تأملت مايكل وشدت على كفه وهي تقول:

- يجب أن أكون قوية لأجله!

ثم سألت ساراس عن حالته فطمأنها على حالته المستقرة، فهو نائم تحت تأثير المخدر الذي قد يزيل الألم عنه، لكنه لم يخبرها عن الرصاصة المستقرة في صدره، ثم دخلت الممرضة وهي تحمل صينية تحتوي على كأس من عصير البرتقال وحساء الخضراوات، قدمته لدانة وهي تقول:

- أخبروني أنك نباتية! نصيحة مني، في هذه الأوضاع يجب أن تأكلي كل ما تجدينه أمام عينيك، فسيأتي اليوم الذي لن تجدي شيئًا لتأكليه!

ابتسمت دانة بامتنان، خرجت الممرضة من الغرفة، فعلق ساراس مبتسمًا:

- لم أخبرهم بأنك مسلمة، ولا تأكلين اللحوم الا بطريقة معينة، كان من السهل عليّ أن أخبرهم أنك نباتية فقط.

اكتفت دانة بابتسامة خفيفة ثم اتجهت نحو سريرها، جلست وهي تحدق بالطعام دون حركة، وقبل أن يخرج ساراس أخبرها أن جانسيل وأخته في الغرفة المجاورة، وقد أصيب بكتفه وهو بخير الآن، سألته بقلق:

- كيف أصيب مايك؟!

سكت للحظات وهو يتطلع بمايكل، ازدرد ريقه ثم أجابها: