الفصل الرابع
خرج ويليام رفقة خوسيه إلى السوق المركزي للبحث عن المؤونة وإحضار بعض المعلبات الموجودة أو أي طعام صالح للأكل، لفت انتباه ويليام ثلاث بوصلات فوق أحد الرفوف، فتذكر دانة وابتسمت بسخرية، جمع البوصلات ودسها في حقيبته، ثم اتجه إلى ركن السوائل باحثًا عن أي مادة صالحة للشرب، تقدم خوسيه منه قائلاً بهدوء:
- هناك ثلاثة رجال مسلحون دخلوا السوق المركزي، كيف سنتصرف الآن؟
- دعنا نخرج من هنا إذًا قبل حلول الظلام.
توجها نحو الباب لكنهما لم يتمكنا من الخروج، فاختبآ جالسين خلف منضدة البائع، سأله خوسيه هامسًا:
- لماذا لا نضمهم للمجموعة؟ فهم يملكون الأسلحة الني نريدها.
اجابه معترضًا كعادته:
- لا، لا نستطيع ذلك، قد يكونوا خطرين، فنحن لا نعرفهم.
حاولا استرقاء السمع إلى الرجال وحديثهم فأدركا أنهم يتعاركون مع بعضهم، التفت ويليام إلى خوسيه قائلاً:
- أرأيت؟! يبدو أنهم خطرين.
وبحركة لا شعورية اصطدم ويليام برف المنضدة دون قصد منه، مما أثار انتباه الرجال، فسأل أحدهم بريبة:
- من هناك؟
ثم اقترب الرجال من الصوت أكثر، وكرر أحدهم السؤال مرة أخرى:
- أيوجد أحد هنا؟
وضع ويليام مسدسه على الأرض ثم انتصب رافعًا يديه إلى الأعلى، استغرب خوسيه وحاول منعه، لكن ويليام أشار إليه بالبقاء في مكانه، سأله أحد الرجال:
- هل معك أحد؟
فأجابه بثقة:
- لا، أنا وحدي هنا.
ثم خرج من مخبئه مبتعدًا عن خوسيه واقترب من الرجال، كان خوسيه يراقبه من ثقب صغير في المنضدة، بينما وجه الرجال أسلحتهم نحو ويليام وأمروه بتسليم سلاحه وحذروه بأي حركة سيقوم بها فستودي بحياته، أخرج سكينًا من جعبته، أخبرهم بأنه لا يملك غيره، فأمروه برميه على الأرض وركله نحوهم ففعل ذلك دون خوف، أمر أحد الرجال بتفتيش ويليام فاقترب منه رجل بدين قصير القامة وفتشه فلم يجد شيئًا، سأله الرجل الذي كان يبدو أنه قائد المجموعة:
- كم عددكم؟
- أعيش وحدي، ليس معي أحد.
ابتسم الرجل بسخرية:
- أتسخر مني؟ كيف تستطيع أن تعيش وحدك وفي هذه الظروف؟
- ليس من شأنك، ماذا تريد مني؟
- هل تنضم إلينا؟
- لا أحتاجكم، ولا أعتقد إنكم بحاجة إلي!
أنت تقرأ
أحبك ولكن!
Spiritualeالكتاب الأول من سلسلة "حب في زمن الكوارث" دانة فتاة مسلمة لم تستطع من ان تتجاهل مشاعرها في زمن لا إنساني زمن انتشر فيه الوباء، القتل، والموت انعدمت فيه الإنسانية زمن تنقلب فيه الأوضاع وتسود الجرائم دون رادع يقتل الإنسان لحماية نفسه يسرق لتأمين احت...