القسم الثاني: الفصل الحادي عشر

427 16 6
                                    

الفصل الحادي عشر

كان النقاش حاد بين الجميع عما حدث اليوم وما سيفعلون بالمستقبل وكيف سيتصرفون؟ كيف لتلك المخلوقات أن تتحرك في وضع النهار؟ بعد أن كانت في سكون وخمول، لكن اثنان منهم لم يكونا معهم في نقاشهم رغم وجودهما في نفس المكان، كان تفكيرهما منحصرًا فيما حدث بينهما، قال كيفين:

- ربما كانوا في فترة سبات وقد أفاقوا منها الآن!

أما جايسون فعلق قائلاً:

- ربما لم يكونوا قد تأقلموا مع ظروفهم الجديدة والآن بدأوا يتأقلمون معها!

وعلق ويليام:

- أو قد يكونون في تلك الفترة في بيات، كالبيات الشتوي عند بعض الكائنات!

أفكار متفرقة، كل منهم يبدي برأيه، بعض الآراء غير منطقية، والبعض قد تكون حقيقية، التفت ويليام إلى أخيه فهو لم يبدِ برأيه فسأله عن رأيه بالموضوع، لم ينتبه مايكل لما يدور حوله، فتوجه ويليام إليه، وربت بكفه الأيمن على ظهر مايكل وسأله:

- مايك، هل أنت بخير؟؟ فأنت لست معنا!

رفع مايكل رأسه قائلاً:

- نعم، أنا بخير، ماذا حدث؟

أجابه جايسون:

- لست معنا، لم تعلق على الموضوع.

أجابهم مايكل بروية:

- أنا معكم بكل ما تقولونه، أو تقررونه في مصلحة المجموعة.

استغرب الجميع من رده الذي يبدو أنه بعيد كل البعد عنهم، فقال كيفين للجميع:

- يبدو أن الجميع متعب، فلنذهب للنوم الآن وغدًا نكمل النقاش.

نهض الجميع وكل منهم توجه إلى غرفته، بينما ظلت دانة في مكانها، ومايكل شارد بفكره، التفت إليه كان مطأطأ الرأس، اتجهت إليه ووقفت أمامه فرفع رأسه، تطلع إلى عينيها متسائلاً:

- والآن ماذا؟ هل نتحدث قليلاً؟

لم تجبه، بل استمرت في النظر إلى عينيه الزرقاوين فهي تريد أن تعرف ما وراءهما من مشاعر إن كانت صادقة أم صافية أو نقية، أكمل مايكل حديثه برفق:

- دانة، أعدك، لن أكرر ما حدث اليوم، ولن أضايقك أبدًا، سأرحل من هنا إن كنت ترغبين برحيلي.

جلست دانة بجواره وأخذت نفسًا عميقًا ثم قالت بصوت هادئ:

- لا أريدك أن ترحل من هنا، فأنا أشعر بالراحة بوجودك، وجودك يشعرني بالأمان أكثر، أنا بحاجة لحمايتك.

سكتت لعدة ثوان ثم أكملت حديثها:

- لكننا خطان متوازيان لن يلتقيان أبدًا، فعقيدتي تمنعني من الارتباط بك.

- دانة أنا أهتم لأمرك، أنا أحبك، وأعلم إننا من بيئتان مختلفتان...

قاطعته قائلة:

أحبك ولكن! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن