القسم الخامس: الفصل الحادي عشر

342 18 7
                                    

الفصل الحادي عشر

قرر مايكل زيارة دانة فور انتقالها فشوقه لها يتزايد لكن كانت ماغي تمنعه من زيارتها خشية من صد دانة له، وقد تسوء حالته أكثر مما هو فيه لكنه لم يهتم برأيها، فاتخذ قراره برؤية دانة واقناعها بالعودة إليه فهو لا يتحمل فراقها أكثر من ذلك، كانت كل ثانية تمر عليه كأنها سنة بطولها، فكيف يعيش هذه اللحظات من عمره دونها؟ لقد تعود على وجودها بقربه وتمركزت في قلبه منذ أن رآها أول مرة.

اجتمعوا كعادتهم في كل مساء يتحادثون ويتسامرون، لعلهم يحاولون نسيان حياتهم التي تحولت إلى جحيم منذ انتشار المرض، سألهم هاكان عن أمنياتهم، فبدأ جانسيل حديثه بابتسامة سخرية:

- أمنيتي؟! نحن نعيش كل يوم على أمل أن ترى أمنياتنا النور، لكن حتى هذه اللحظة نحن نعيش في ظلام دامس.

اجابه هاكان بابتسامة ارتسمت على شفتيه:

- من الجميل أن نعيش بإيجابية، ثق بالله!

- أي إيجابية التي تتكلم عنها؟! ألا ترى العالم كيف أصبح؟ أين نحن الآن؟ نحن محاصرون بين أربعة جدران نخشى الخروج منها حتى لا نرمي أنفسنا للتهلكة!

تحدثت جانسو بصوت هادئ:

- لكن يا أخي، لنحلم ونتمنى ما دمنا على قيد الحياة، فلن نجد ما هو أجمل من الأحلام والأمنيات!

سألها جانسيل مستنكرًا:

- هل الحل هنا أن نعيش في الأحلام يا جانسو؟!

أجابت دانة بثقة:

- الحل هو أن نستمتع ونعيش ما تبقى لنا من العمر كما نرغب!

سألتها فاطمة مستنكرة:

- وما الذي ترغبين به يا دانة؟ أن تعيشي حياتك بين أحضان رجل مسيحي؟!

كانت فاطمة تتعمد الحديث بموضوع مايكل وإثارته بين فينة وأخرى وتنزعج دانة من تصرفاتها أكثر، ظهرت نظرات الاستغراب على جانسيل وهاكان فهما لم يسمعا بقصة دانة قط، فأحاديث الحب منحصرة بين الفتيات فقط، لكن الفضل الآن يعود لفاطمة، فستضطر دانة أن توضح الأمر لهما، تطلعت دانة إلى فاطمة بحدة:

- لا أسمح لك بالحديث معي بهذه الطريقة، أنا مسلمة وأعرف كيف أتصرف كما أعرف حدودي جيدًا، أنا امرأة قد أكون مثيرة في نظر الرجل لكنني عفيفة لا أسمح بالخطأ، أحببت رجلاً يختلف عني، لكنه يوافقني بالحب، أحبه بجنون، ولم أرتكب أية معصية معه، وهو يحبني بجنون ويتفهم موقفي من علاقتنا، حبي له طاهر، عفيف، وحبه لي يفوق ذلك بكثير، أعرف جيدًا أن علاقتنا قد تكون مستحيلة، لكنني أرى الأمل في عينيه، وسأعيش هذه اللحظات الأخيرة من حياتي كما أريد، ولا يحق لأي منكم التدخل بحياتي الشخصية.

أجابتها فاطمة بحدة:

- المعصية ليست فقط بالعلاقة الجسدية المحرمة بين الرجل والمرأة، معصيتك هي أكبر من ذلك.

أحبك ولكن! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن