القسم الخامس: الفصل السابع عشر

330 18 7
                                    

الفصل السابع عشر

لم تغادر دانة المستشفى ولم تفارقه، على عكس أخويه اللذان لم يسمح لهما ساراس بزيارة مايكل، فويليام يثير المتاعب ويزيد من حالة مايكل سوءًا، أما ماغي تشعر بإعياء شديد لم تمكنها من المكوث مع أخيها، كما أن مايكل لم يسمح لدانة بمغادرة المستشفى، لأنها ستكون بأمان أكثر وهي تحت جناحيه، أما مايلز فقد اختفى هو وجماعته بعد الحادثة، لكنه لم يتمكن من الهرب، قد يكون متواريًا عن الأنظار قابعًا مع فئرانه في إحدى الجحور بانتظار فرصته للانتقام من جديد، اتفق مايكل مع جايسون أن يمكث جانسيل وأخته في شقته إلى أن تهدأ الأوضاع، كان كل ما يشغل تفكير مايكل الآن دانة التي وافقت على الزواج فجأة بعد رفض شديد، ولم يفهم لماذا أخبرت ويليام أنها ستتزوجه، ولم تخبره عما دار بينها وبين ويليام، فهي كعادتها تكتم الغيض في صدرها وتحاول دائمًا أن تخفي ما يضايقها وانزعاجها من تصرفات أخيه، لكن كانت عيناها تفضحانها دائمًا، سألها مايكل عن السبب الذي دفعها إلى إبلاغ ويليام بزواجها منه، لم تعرف دانة بماذا تجيبه، مسكت يده اليسرى وهي تفكر بقرارها المفاجئ الذي يخيفها، كيف تمكنت من مجاراته وموافقته على زواج لا يحل لها؟ وكيف ستعيش معه وهي على ذمته دون إتلاف عقيدتها؟ أجابته مترددة وهي تتحاشى النظر في عينيه الزرقاوين:

- لأنني أحبك، أنا بحاجة إليك في حياتي، فأنت النور الذي يضيء طريقي، من دونك أنا تائهة في بحر الظلمات، لكن...

لم تتمكن من أن تكمل حديثها، فظلت صامتة ولم تتجرأ على النظر إليه، هز مايكل رأسه مبتسمًا، مدركًا ما تخفيه في قلبها من كلمات، بدأ حديثه بصوته المتعب الهادئ وهو يمسك ذقنها ويوجهه إليه، تمعن النظر إلى عينيها الخجولتين:

- سيكون زواجنا صوريًا كما اتفقنا مسبقًا، لحمايتك، إلى أن نرى ما ستؤول إليه علاقتنا، لكن بشرط...

رمقته بصمت، فاسترسل في حديثه:

- لن يعرف أحد بزواجنا الصوري، سنكون أمام الجميع كأي زوجين طبيعيين، وسأعتني بك، وأقوم بحمايتك، سأكون بجوارك دائمًا، إلى أن تعودي إلى وطنك بسلام، حينها تستطيعين نسياني، وتبدئي حياتك من جديد، ولن يعرف أحد من عائلتك بعلاقتنا!

تساءلت مندهشة:

- لماذا؟! أتعتقد إنني سأنساك بهذه السهولة؟!

- لا، لكنني أعرف أن هذا ما ترغبين به، أنت تخشين من موقف عائلتك!

- وأنت؟ بماذا ترغب؟!

- لا يهم، ما يهمني هو أنت، أن تكوني مرتاحة بحياتك، ولن أجبرك ولن أطالبك بشي، ثقي بي!

- وماذا لو طال بقائي هنا؟!

- أنت وافقت على الزواج، وما أفعله لمصلحتك، هذا هو الحل الأمثل والوحيد لهذه العلاقة، فأنت التي لا ترغبين بالتعمق بها.

أحبك ولكن! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن