الفصل التاسع
بعد بضع ساعات كان الجميع نيام في غرفهم، لكن دانة لم تتمكن من النوم فهي تفكر باستمرار في حياتها، وتشعر بالفشل في التكيف مع الظروف الجديدة المحيطة بها، وبعدها عن عائلتها ووطنها وعدم القدرة على تحمل ويليام، وبسبب كل تلك الأفكار التي تشغل عقلها، دائمًا ما ينتابها شعور بالانتحار وإنهاء حياتها التعيسة، تتطلع دانة يوميا إلى ذلك السكين الموجود فوق الطاولة الصغيرة بجانب السرير، إلا إنها سرعان ما كانت تقاوم تلك الرغبة الجنونية، لكنها الآن لم تستطع صد هذه الرغبة الشديدة التي تلح عليها منذ دخولها الغرفة، فنهضت من سريرها وكان ظهرها مقابلاً للباب، أمسكت السكين بيدها اليمنى التي ارتجفت بخوف وهي تقرب السكين من معصمها بينما كان جسمها ينتفض ذعرًا، مر مايكل للاطمئنان عليها فاختلس النظر إلى داخل الغرفة، كانت ترتعد خوفًا فادرك أن هناك خطبًا ما خلف هذه الرجفات، شرع الباب بهدوء ودخل الغرفة مسرعًا، اقترب منها فوقعت عيناه على السكين، مد يده وألقى السكين مسرعًا على أرضية الغرفة، أجهشت دانة بالبكاء والنحيب بطريقة هستيرية وانهارت قواها أكثر، اقترب منها فضمها إليه محاولاً تهدئتها، وقال لها بصوت حنون:
- صصه، كفى يا دانة إهدئي، لا تفعلي ذلك بنفسك.
صرخت:
- ماذا تريد؟ اتركني وشأني، أريد أن أنهي حياتي.
- لن أسمح لك بذلك، إهدئي يا دانة، أرجوك إهدئي.
كانت دموعها تنهمر من عينيها دون توقف، ساعدها مايكل على الجلوس فوق السرير، تطلعت إليه وعيناها مغرورقة بالدموع:
- أنا خائفة، لا أستطيع أن أعيش في هذه الظروف.
- لا تفقدي الأمل، ولا تخافي، لن أتركك ولن تكوني وحيدة، أعدك، اهدئي وحاولي النوم.
عاونها على الاستلقاء لترتاح أكثر، سحب اللحاف واستلقت على جانبها الأيسر، ثم قام بتغطيتها باللحاف وجلس فوقه بجوارها، ربت على شعرها ليهدئها ويشعرها بالسكينة ويساعدها على الاسترخاء، أحست دانة بالراحة والاطمئنان لوجود شخص يهتم بها ويحميها ويساندها وهي وحيدة في هذه الظروف، سألها كأنه يخاطب طفلة صغيرة بين يديه:
- أترغبين في الاصغاء الى قصة ما قبل النوم؟
ابتسم بارتياح:
- نعم، لِمَ لا؟ أود سماع ذلك.
حكى لها حكاية بصوت هادئ:
- كان يا ما كان، يُحكى أنه في يوم من الأيام، كان هناك أمير...
ابتسم وهو يتمعن بملامحها ثم استرسل بحديثه:
- لا، إنه ليس بأمير، بل فارسًا يمتطي حصانًا أبيض اللون مجنح بأجنحة كبيرة جدًا، يدعى الفارس مايكل...

أنت تقرأ
أحبك ولكن!
Spiritualالكتاب الأول من سلسلة "حب في زمن الكوارث" دانة فتاة مسلمة لم تستطع من ان تتجاهل مشاعرها في زمن لا إنساني زمن انتشر فيه الوباء، القتل، والموت انعدمت فيه الإنسانية زمن تنقلب فيه الأوضاع وتسود الجرائم دون رادع يقتل الإنسان لحماية نفسه يسرق لتأمين احت...