القسم الثاني: الفصل الخامس

538 27 0
                                    

الفصل الخامس

كنتِ وحيدة في هذا العالم

انتشلتكِ من براثن الموت

آويتكِ بين جناحي

قمتُ بحمايتكِ

أحببتكِ كما لم أحب امرأة أخرى

بل عشقتكِ

فأنتِ لي وحدي، أنا فقط

أحبكِ، ولكن!

_________________________________________________

دخلت المطبخ لأتفقد المؤن وما نحن بحاجة إليه عندما سمعت صياح أخي في غرفة المعيشة، خرجت متسائلاً عن سبب هذه الضجة التي بدأت فجأة، لفتِ نظري، فحدقتُ إليك متفحصًا ملامح وجهك البريئة، بدوتِ متوترة خائفة وأنت بيننا، تأملت ملامح وجهك المرسومة، عيناك اللوزيتان الواسعتان، أنفك الدقيق، كنت مطرقة برأسك، بدوت منزعجة من أخي لكنك لم تعترضي، ظللت هادئة فانجذبت إلى هدوئك، واضطربت مشاعري للحظة، عيناك اللامعتان بعثرت كياني، فابتسمت لك ابتسامة عفوية، لعلي أنزل في قلبك السكينة، وأنا أفكر متمعنًا بكلماتي التي أرغب في صفها عندما نعتك أخي بالإرهابية، فأنا أعرف ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، خاصة في وطنك.

كنت مجندًا في العراق مع مجموعة من العسكريين، كان برفقتنا مترجم عربي الأصل وقد أصبح هذا الرجل صديقي في رحلتي إلى العراق، أخبرنا عن الإسلام والمسلمين، وما هي القواعد التي يجب مراعاتها في أي بلد مسلم، بالأخص علاقة الرجل بالمرأة، ورغم إنني ابتعدت في تلك الفترة عن أية علاقات نسائية في العراق احترامًا لعاداتهم وتقاليدهم ودينهم إلا أن بعض الزملاء قد تعدوا حدودهم وقاموا باغتصاب بعضهن ونكاح أخريات سواء برضاهن أم رغمًا عنهن، لكنني لم أكن مطمئنًا ولا راضيًا بما يفعله هؤلاء، تقربت أكثر من الرجل العربي وكنت أنهال عليه بالأسئلة والاستفسارات عن دينكم الذي تؤمنون به وعلاقته بالسلاح والإرهاب، فأخبرني بأن الإسلام قد أقر الجهاد للدفاع عن النفس وعن الدين لكن صغار العقول قاموا باستغلال ذلك لنشر جرائمهم البشعة التي يتبرى الإسلام الحقيقي منها، فقتلوا واغتصبوا باسم الجهاد والإسلام.

كنتِ في تلك الليلة منارًا ينير عقلي وقلبي، لم أدرك سبب انجذابي الحقيقي لك، كنت أتمنى أن أقترب منك أكثر، لكنني كلما اقتربت منك رأيتُ في عينيك الحزن وفقدان الأمل في الحياة، كانت عيناك ذابلتين لا حياة فيهما، حاولت أن أبعث في قلبك الأمل للحياة فقررت أن أعترف بإعجابي بل بحبي، لمحتُ في عينيك بصيصًا من أمل لاح في تلك النظرات، فدبت الحياة في قلبي الذي بدأ ينبض باسمك، دانة اللؤلؤة الكبيرة، لؤلؤة قلبي الهائج بتلك المشاعر الجياشة التي صغرت من عمري لأصبح مراهقًا في الخمسين.

كنت أراقبك باهتمام، مشدوهًا بحيائك الغريب فلم أرَ بحياتي فتاة خجولة بهذه الطريقة من قبل، رأفت بحالك، وقررت مساندتك فأنت وحيدة في هذا البلد، بحاجة إلى الحماية والمساعدة لحين رحيلك إلى وطنك بسلام وأمان.

أحبك ولكن! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن