القسم الثاني: الفصل الثامن

485 19 3
                                    




الفصل الثامن

وقعت عينا دانة على السلسال اللؤلؤ الذي أهداها إياه مايكل في يوم الحب، أمسكت به وتمعنت النظر إليه بابتسامة واسعة، اتجهت نحو المرآة ووقفت أمامها منتصبة، شعرها البني مسترسل إلى كتفيها، لفت شعرها إلى الخلف وربطته كذيل الحصان، أحاطت السلسال حول رقبتها، دخلت جايدا الغرفة ونظرت إلى السلسال بإعجاب، أخبرتها بأنه حان موعد تناول الطعام، نزلت معها، حطت عينا ساراس على السلسال المعلق حول رقبتها، فتذكره، إنه نفس السلسال الذي رآه في يد مايكل في محل الإكسسوارات الذي ذهبوا إليه في يوم الحب، ابتسم قائلاَ لنفسه إذًا دانة هي الفتاة المقصودة التي أهداها مايكل السلسال وها هي الآن ترتديه، جلست دانة أمام ماغي وساراس، فعلق ساراس قائلاً:

- سلسالك جميل.

ابتسمت دانة وشكرته، فأردف محاولاً معرفة الحقيقة:

- إن من أهداك إياه يمتلك ذوقًا رفيعًا في الهدايا.

سألتها ماغي إن كانت هدية وعن صاحب هذه الهدية الجميلة، فارتبكت دانة ولم تعرف بماذا تجيبهما ولم تعرف أيضًا سبب ارتدائها لهذا السلسال، هل لأن مايكل هو من أهداها إياه أم لأنها تحب اللؤلؤ والسلسال نال على اعجابها، أمسكت بالسلسال وأجابت بخجل دون أن تدرك أن إجابتها قد تعطي إيحاءً بهويته:

- إنها من شخص مميز.

ابتسم ساراس ابتسامة واسعة، لكنه لم ينطق بأية كلمة، بل ظل ينظر إليها ويراقبها بعينيه، شعرت بنظراته التي كشفت ما في لسانه الذي يقول أعرف من هو الشخص المميز الذي تقصدينه، فشعرت دانة بالحرج الشديد، قامت من مكانها متجهة إلى السلم، تقابلت أعينهما فوقعت عيناه على السلسال المعلق حول رقبتها، ابتسم لتكشف شفتيه عن أسنانه والسعادة تملأ قلبه لرؤية السلسال معلقًا حول رقبتها، سألها هامسًا:

- هل أعجبك؟

ابتسمت بخجل ولم تتمكن من الإجابة على سؤاله، أكملت طريقها فتجاوزته، التفت إليها متسائلاً:

- ألن تأكلي معنا؟

أجابته بهدوء دون أن تنظر إليه:

- لا، لست جائعة، سأستلقي قليلاً.

وأكملت طريقها لتدخل غرفتها، استلقت على السرير، كانت متعبة فغاصت في نوم عميق.

نزل مايكل إلى غرفة المعيشة، قابل ساراس الذي ابتسم له، جلس بجانبه، فهمس ساراس:

- لم تأخذه!! كنت تنظر إليه فقط!!

- ماذا تقصد؟

أجابه ساراس مبتسمًا:

- لا شيء!

استيقظت دانة مفزوعة عند بزوغ الفجر على صوت طلقات نارية، فتحت باب غرفتها وقابلت سارة مع إيميلي سألتهما عما يحدث، فأجابتها سارة بأن تلك المخلوقات بدأوا بالتوافد على سور المنزل منذ ساعة وقد تجمع الكل خارج المنزل لصدهم وقتلهم، عددهم قليل لكن يجب قتلهم لمنع انتشارهم أكثر، نزلت من السلم متجهة إلى باب المنزل وفتحته، راقبتهم وهم يصوبون تلك الكائنات ويقتلونهم، لاحظ مايكل وقوفها عند الباب فأسرع إليها يسألها قلقًا:

أحبك ولكن! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن