القسم الخامس: الفصل الأول

348 16 4
                                    

الفصل الأول

يونيو \ السنة الاولى:

وصلت المدرعة التي تقل الجميع إلى ملجأ الجيش، كان السياج الحديدي عالي مزدوج تعلوه أسلاك شائكة حديدية تمنع عبور الكائنات اللاإنسانية من خلاله، خاضع لحراسة أمنية مشددة، ووجود الجنود وهم يحملون الأسلحة بأيديهم أمام السياج يعكس صورة الامان في الملجأ، فيبعث الاطمئنان في قلوب اللاجئين إليه، وقد بدا لهم أنه الملجأ المثالي الذي كانوا يبحثون عنه منذ انتشار المرض، دخلوا إلى مبنى صغير كتب عليه الشئون الإدارية، ووجدوا عند مدخله قسم الاستقبال، وفي الردهة المقابلة قابلوا جايسون وجايدا بلباسها العسكري الجديد في استقبالهم، ركض الطفلان بفرح لمعانقة والدهما، سأله مايكل إن كان كل شيء على ما يرام، فأجابه جايسون بأنه قد حجز لهم شقتان متقابلتان في أحد المباني، لكن يجب تسجيل أسمائهم قبل استلامها، ثم أخذ زوجته وطفليه ودخلوا إحدى الغرف، اقتربت جايدا من مايكل وأبعدته عن باقي المجموعة، ثم قالت بنبرة هادئة:

- هناك مشكلة صغيرة!

سألها مايكل عن المشكلة، فأجابته بتأني:

- قد لا يسمح لدانة بالبقاء معكم، لأن هذا الملجأ مقسم إلى قسمين، لحاملي الجنسية الأمريكية قسم خاص، وللوافدين قسم آخر، لكنهما بنفس درجة الأمان، ولا فرق بينهما!

سألها بضيق:

- ما الذي تقولينه؟ ما هذه العنصرية؟ وبهذه الظروف؟!

- إنها قوانين الملجأ، لترتيب الأمور وسهولة تسجيل اللاجئين فيه وتصنيفهم، لتيسير رحيلهم لاحقًا إلى أوطانهم إذا تحسنت الأوضاع، لكن لا تقلق، باستطاعتكم زيارتها وتستطيع هي كذلك زيارتكم بأي وقت.

قال معترضًا:

- لا، دانة ستبقى معي، ولن تعيش بعيدًا عنا، من المسئول هنا؟ أريد محادثته.

خرجت ماغي وزوجها من إحدى الغرف بعد تسجيل اسميهما، مسك مايكل يد دانة ودخل الغرفة المخصصة والغضب يفور من عينيه، سأل الموظفة الجالسة خلف المكتب عن المسئول عن هذا الملجأ، استفسرت الموظفة عن المشكلة التي يتعرض لها لعلها تستطيع المساعدة، فسألها باستغراب ممزوج بغضب:

- ما هذه العنصرية التي تتعاملون بها مع اللاجئين هنا؟ وتحت سيطرة الجيش الأمريكي، هذا الأسلوب يعكس صورة سيئة للحكومة الأمريكية والمجتمع الأمريكي هنا وبهذه الظروف التي يمر بها العالم!

أجابت المرأة بهدوء:

- سيدي، أي حكومة أمريكية تقصد؟!! ليس لدينا أية معلومات ولا تواصل مع الحكومة والملاجئ الأخرى إن وجدت، ولا يوجد حكومة أمريكية حاليًا! العالم يدمر بالخارج.

قاطعها بعصبية:

- إنني أتكلم هنا عن انقسام الملجأ إلى قسمين، هذه العنصرية التي أتكلم عنها!

أحبك ولكن! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن