القسم الثاني : الفصل العاشر

429 18 5
                                    

الفصل العاشر

وصلوا إلى السوق المركزي، بدا أنه سوق كبير الحجم يحتوي على بضائع متنوعة، توجهت جايدا إلى قسم المعلبات بينما وقفت دانة تجول بنظرها بين الرفوف المجاورة، حامل الصحف على يمينها وبجانبه رف الكتب والدوريات الذي توجهت نحوه، ووقفت أمامه لتبحث عن شيء يسليها، تقدم مايكل بجانبها متسائلاً باهتمام:

- أتحبين القراءة؟

- أجل، لكنني لم أقرأ أي كتاب منذ وقوع الكارثة، ماذا عنك؟

- لا أحب قراءة الكلمات كثيرًا، أفضل مشاهدة الصور والأفلام أكثر.

اختارت دانة كتابين، تركها مايكل لوهلة ليبحث عما يحتاجونه وبعد فترة من الزمن اقتربت جايدا منها، وتقدم مايكل نحوهما بعد دقائق متسائلاً:

- هل نغادر؟

أجابته جايدا:

- نعم

أومأت دانة برأسها فهموا بالرحيل من المكان لكن استوقفهم صوت ارتطام شيء ما خلف منضدة البائع، فالتصقت دانة خلف مايكل بخوف، قام مايكل بتوجيه سلاحه نحو مصدر الصوت، بينما تساءلت جايدا وهي تستعد لاستخدام السلاح:

- من هناك؟

لم يجبهم أحد فاتجهوا بحذر نحو مصدر الصوت، وقفوا متفاجئين برؤية أحد الكائنات اللاإنسانية، عيناه حمراوان ووجهه مصفر متقشر متعفن كجثة شبه متحللة واقعًا على أرضية المكان، وجها أسلحتهما نحو الجثة وصوبه مايكل على رأسه فقتله بينما وقفت دانة مذعورة وهي تشاهده يطلق النار على تلك الجثة، تساءلت جايدا مستغربة:

- كيف تحرك والشمس لم تغب بعد؟ هم لا يتحركون في وضع النهار، أليس كذلك؟

أجابها مايكل متحيرًا:

- لا أعلم، هناك سر بالموضوع، يجب اكتشافه.

علقت دانة بتوجس:

- لم يكن هنا! لقد نظرت إلى هذا المكان منذ دقائق ولم أشاهده، كيف وصل إلى هنا؟

كان باب المخزن مفتوح على مصراعيه، أدرك مايكل أنه خرج من المخزن فالباب لم يكن مغلقًا، لكن ما لم يستوعبوه هو كيف تحرك هذه الكائن في وضع النهار؟ كيف لتلك الكائنات أن تتحرك والآن بالذات؟ ما الذي يحدث؟

توجهوا نحو باب السوق وخرجوا منه، فتفاجؤوا بوجود عدد قليل منهم، منهكين، حركتهم قليلة وبطيئة، إحست دانة بالخوف أكثر فأمسك مايكل يدها اليمنى، فشعرت بدفء يدها في قبضته القوية الحنونة، قرروا المشي بهدوء وحذر، بعض الكائنات ملقاة على الأرض بلا حركة، والبعض يبدو أنهم لا يشعرون بوجودهم، تساءلت دانة بخوف:

- ما الذي يحصل؟ كيف وصلوا إلى هنا؟

فأجابها مايكل قائلاً:

أحبك ولكن! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن