الفصل الأول
أبريل \ السنة الأولى:
وصلوا إلى المنطقة التي يسكن فيها جاسم عند زوال أشعة الشمس عن وسط السماء الزرقاء، كانت الفوضى تعم المنطقة، والصمت يطبق على أرجاء المكان، لم يشاهدوا أي أثر لوجود الحياة أو أي انسان يتحرك أمام أعينهم، ترجلوا من السيارتين، وتوقفت دانة أمام أحد المباني السكنية، كانت تتأمل وتبحث عن أي حركة في إحدى النوافذ لعل قلبها يرقد مطمئنًا في جوفه، سألها مايكل عن مسكن أخيها فأشارت برأسها إلى تلك النافذة التي كانت تراقبها بصمت، كان باب المبنى مغلقًا، أمسك مايكل بمقبض الباب ودفعه، وتقدم جايسون وخلفه جايدا، بينما وقفت دانة بجانب مايكل ودقات قلبها تتسارع بقلق، أما البقية، أراد ساراس أن يبحث عن صيدلية ويود ويليام أن يكتشف المكان بنفسه، أما ماغي وسارة وطفليها فقد جلسوا في السيارة، صعدوا الدرجات على مهل إلى ان وصلوا الطابق الثاني، كان باب الشقة مغلقًا، أخرج جايسون من حقيبته سلك حديدي صغير وأدخله في قفل الباب، ثم شرع باب الشقة بهدوء ولم يجد أحدًا بغرفة المعيشة المقابلة للباب، أشار براسه إليهم بالدخول، فدخلت دانة ولا يزال قلبها يدق خوفًا، مسك مايكل يدها اليمنى فشعرت بالأمان أكثر وخطت إلى غرفة المعيشة، كان التلفاز أمامها وبجانبه منضدة عليها بعض الصور الشخصية لجاسم وزملائه، وقفت دانة تتأمل إحدى الصور، سألها مايكل:
- هل هذا هو جاسم؟
- نعم!
التفتت إليه وأكملت بصوت حزين:
- ويبدو أن المكان خالي هنا!
تفاجئوا بصوت يخرج من إحدى الغرف، شاب عربي رافعًا يديه وخلفه سارت جايدا وبيدها سلاح موجه نحو رأسه، التفتت دانة ومايكل إليهما، فتفاجأ الشاب بوجودها:
- دانة؟!!
سألها مايكل:
- هل تعرفينه؟
- نعم، هذا صديق جاسم، راشد!
سأله جايسون عن جاسم، فأجابهم:
- لا أعلم، لم أره منذ مدة طويلة، لقد رحل من هنا.
سأله مايكل:
- إلى أين رحل؟
- لا أعرف، قال إنه سيسافر إلى الوطن، كان ذلك قبل إغلاق المطارات!
جلست دانه فوق الكرسي مصدومة، تمتمت قائلة:
- كيف له أن يفعل ذلك بي؟
جلس مايكل بجانبها وهو يقول برفق:
- إهدئي دانة، لا تزعجي نفسك!
ثم وجه كلامه لراشد:
- هل أنت متأكد من معلوماتك؟
ابتسم راشد بخبث:
أنت تقرأ
أحبك ولكن!
Spiritualالكتاب الأول من سلسلة "حب في زمن الكوارث" دانة فتاة مسلمة لم تستطع من ان تتجاهل مشاعرها في زمن لا إنساني زمن انتشر فيه الوباء، القتل، والموت انعدمت فيه الإنسانية زمن تنقلب فيه الأوضاع وتسود الجرائم دون رادع يقتل الإنسان لحماية نفسه يسرق لتأمين احت...