الفصل الثامن عشر
كان الغضب يلهو في عقل ويليام منذ زواج مايكل من دانة، فهو لم يوافق على هذا الزواج رغم أنه يعرف تمامًا مدى حب مايكل لدانة، إلا أنهما في نظره لا يصلحا أن يكونا زوجين، دانة فتاة مسلمة وقد ترث الإرهاب لأولادها، فالإرهاب بنظره يجري في المسلم مجرى الدم، أمسك صورة صديقته وطفله الصغير فدمعت عيناه وهو يحدق النظر بها، وعاد شريط ذكرياته لذلك اليوم المشئوم.
***
في ذلك اليوم جلس امام شاشة التلفاز، وصدم بذلك الخبر الذي ظهر في نشرة الاخبار، توقف الزمن به لدقائق، لم يستوعب ما شاهده عبر تلك الشاشة الصغيرة، اعتقد بالبداية أنه يشاهد فيلمًا من أفلام هوليوود عن جرائم الإرهاب، لم يتصور أن تلك الطائرة تحمل على متنها صديقته وطفلهما الصغير، وأن أخته تجلس في تلك اللحظة بمكتبها في أحد طوابق البرج الجنوبي لمركز التجارة العالمي.
***
صرخ ويليام معلنًا عن غضبه وقهره المكبوت في صدره طوال تلك السنين، شرعت ماغي باب غرفته مرعوبة، وخرج مايكل ودانة من غرفتهما، بينما تسلل ساراس إلى الممر المؤدي إلى غرف النوم مستغربًا من صراخ ويليام المفاجئ، تساءلت ماغي وهي تخرج كلماتها على مهل:
- أخي، هل أنت على ما يرام؟!
انتفخت أوداجه غضبًا:
- كيف لك أن تسألينني هذا السؤال وقد تزوج أخوك من هذه الفتاة الإرهابية الحمقاء؟! لا، أنا لست على ما يرام!
اندفع مايكل إليه، امسك بياقة قميصه، ثم هدده بنبرة حادة:
- انتبه لكلماتك قبل أن تلقيها، دانة زوجتي الآن، واحترامك لها هو من احترامك لي!
همست دانة متوسلة:
- مايك، أرجوك اتركه وشأنه!
أجابها مايكل بنبرة مرتفعة:
- لا!
ثم وجه كلامه لأخيه آمرًا:
- اعتذر منها، حالاً!
فتح ويليام فمه مبهورًا، لم يصدق ما سمعه من أخيه، أبعد مايكل يديه عنه، فابتعد ويليام دون أن يجيب وخرج من الشقة وهو يصفق الباب خلفه، عادت دانة إلى غرفتها كاتمة غيظها في صدرها ولحق مايكل بها، جلست فوق السرير وهي تزفر بقوة، جلس بجوارها طالبًا منها أن تهدأ، فأجابته:
- لقد سئمت من تصرفاته معي، ما الذي فعلته له؟ لماذا يتعامل معي بشكل جيد ثم يتغير 180 درجة؟ لم أضايقه ولم أقترب منه، فلماذا يكرهني وهو لم يرَ مني شيئًا؟
- أنا آسف!
- إنه أخوك، لا أرغب أن أسبب أية مشكلة بينكما.
- لست كذلك، وستكونين تحت حمايتي إلى أن ترحلي إلى وطنك.
شعت من عينيها اللامعتين نظرات الحزن، مسك يدها برفق:
![](https://img.wattpad.com/cover/167281481-288-k592421.jpg)
أنت تقرأ
أحبك ولكن!
Spiritualالكتاب الأول من سلسلة "حب في زمن الكوارث" دانة فتاة مسلمة لم تستطع من ان تتجاهل مشاعرها في زمن لا إنساني زمن انتشر فيه الوباء، القتل، والموت انعدمت فيه الإنسانية زمن تنقلب فيه الأوضاع وتسود الجرائم دون رادع يقتل الإنسان لحماية نفسه يسرق لتأمين احت...