الفصل السابع
وقف ويليام محدقًا بدانة في الشرفة الأمامية للمنزل، كانت نظراته تتسم بالقسوة والحقد، لم تنتبه دانة لوجوده إلا عندما اقترب منها أكثر وجلس بجانبها، فالتفتت إليه مصدومة، مستغربة، قامت من مقعدها لكنه أمسك معصمها بقوة معترضًا، فآلمها بقبضته القوية الشديدة، ألقت سؤالها عليه:
- ماذا تريد؟ اتركني.
هددها قائلاً:
- ابتعدي عن أخي!
نظرت إليه باستغراب، أكمل حديثه مهددًا:
- أنتم العرب مجرد حشرات في هذا العالم، كان من المفترض أن يتركونك في السوق المركزي أو يقتلونك، فأنت عالة علينا.
سمع ويليام صوت جايسون وخوسيه من باب المنزل فأخلى سبيلها، ثم توجه معهم إلى الباب الخارجي مغادرين المنزل، اقتربت سارة منها وجلست بجوارها، قالت لها برفق:
- ماذا قال لك؟ هل أزعجك؟
- لا.
- لكنك تبدين منزعجة.
سكتت ولم تخبرها بتهديدات ويليام المزعجة، فأردفت سارة:
- لا تهتمي بكلامه.
- أحاول أن أتجاهله، لكنه لا يتركني بحالي.
هبط مايكل من السلم، كان الطفلان يلهوان في غرفة المعيشة، ركضت إيميلي حول الطاولة ولحقها أندرو ممسكًا مسدسًا بيده، وهو يصدر من فمه بعض الأصوات كأنه يطلق الرصاص عليها، توقف أندرو متسمرًا في مكانه عندما سمع صرخة مايكل عليه، تقدم مايكل وأخذ السلاح منه عنوة، ثم خاطبه بعصبية:
- ما الذي تفعله؟ هذا سلاح وليس بلعبة لتلعب بها أنت وأختك، ماذا لو أصبتها؟
أجاب أندرو خائفًا:
- كنا نلعب فقط، أعرف كيفية استخدام السلاح لن أصيب أختي.
- ماذا لو أصبتها بالخطأ؟ ألا تعرف خطورة ما تفعله؟ سأخبر والداك بالموضوع؟
- آسف، لن أكرر ذلك.
- أين والداكما؟
اجابت إيميلي:
- والدي خرج، ووالدتي مع دانة في الشرفة الأمامية.
خرج مايكل متجهًا إلى الشرفة الأمامية، تقدم من سارة ودانة وأخبرهما بما فعله الطفلان بالتفصيل، فوقفت سارة بعصبية متجهة إلى مدخل المنزل لتوبخ طفليها وتعاقبهما، جلس مايكل بجوار دانة التي لاحظت الضيق على ملامحه من تصرف الطفلين، قالت دانة:
- إنهما مجرد طفلين، مازالا صغيرين، فهما لا يفقهان خطورة الحياة، فلا داعي للعصبية معهما.
- لم أتمالك نفسي، ماذا لو أصابها؟
سكت فترة من الزمن ثم أكمل حديثه:
![](https://img.wattpad.com/cover/167281481-288-k592421.jpg)
أنت تقرأ
أحبك ولكن!
Spiritualالكتاب الأول من سلسلة "حب في زمن الكوارث" دانة فتاة مسلمة لم تستطع من ان تتجاهل مشاعرها في زمن لا إنساني زمن انتشر فيه الوباء، القتل، والموت انعدمت فيه الإنسانية زمن تنقلب فيه الأوضاع وتسود الجرائم دون رادع يقتل الإنسان لحماية نفسه يسرق لتأمين احت...