القسم الخامس: الفصل السادس

350 21 3
                                    

الفصل السادس

خرجت دانة من غرفتها، كان الهدوء يسيطر على أرجاء الشقة، ومايكل مستلقي على الأريكة في غرفة المعيشة والبقية في غرفهم غارقين في نوم عميق، دنت منه بهدوء خشية أن توقظه، لكنه لم يكن نائمًا، فتح عينيه رآها واقفة أمامه ثم اعتدل بجلسته، تطلعت إليه ثم حدقت بالأرض وهي تقول له بهدوء:

- أنا آسفة، لم أقصد أن أصرخ بوجهك، كنت متوترة.

ابتسم وهو يشير لها بالجلوس بجانبه، فجلست دانة على يمينه، قال لها بنبرة هادئة:

- أتفهم ذلك ولست منزعجًا منك!

ثم مسك كفها الأيسر بيده اليمنى بلطف، وأردف قائلاً:

- أنا أحبك ولا أنزعج منك أبدًا!

مالت دانة رأسها على كتفه الأيمن، مسكت كفه الأيمن بيدها اليسرى، ثم خرجت كلماتها بصوت هادئ:

- أخشى أن أفقدك، ولا أريد أن أعيش وحيدة هنا، فلا أمل لي بالعودة إلى وطني، ليس بوقت قريب كما يبدو، لكنني أشتاق إليهم ولا أستطيع أن أمضي بحياتي دونهم.

شعر مايكل بحرارة دموعها على كم قميصه، اختلس النظر إليها وهو يقول برفق:

- لا تبكي، لن تفقديني، سأكون بجوارك، وسأوصلك بنفسي إلى والديك قريبًا، أعدك بذلك، لن أتركك أبدًا، لن تكوني وحيدة هنا.

وبيده اليسرى مسح دموعها المنسابة على وجنتيها ثم قال بحنان:

- اذهبي إلى غرفتك ونامي، لا تقلقي ولا تفكري بشيء.

- وأنت هل ستنام هنا؟

- لا، كنت مستلقيًا فقط.

دخلت دانة غرفتها ودخل مايكل غرفته، وكل منهما غط في نوم عميق، سادت الراحة والطمأنينة على نفسيهما، وطغى الحب على قلبيهما.

مضت الأيام في هذا الملجأ والروتين اليومي يمر عليهم دون تغيير يذكر، وفي بعض الأحيان كان روبرت يصادفهم بتحرشاته التي تغضب مايكل وتشعل نار الغيرة في قلبه، استعد الجميع للذهاب إلى أعمالهم في الصباح، اجتمعوا حول طاولة الطعام، أكلوا بعض الأطعمة المتوفرة قبل مغادرتهم، وحضرت دانة القهوة لهم كعادتها، كان مايكل يحب القهوة التي تحضرها دانة، اقترحت ماغي على دانة أن تذهب معها إلى المشغل، لكن رفضت دانة ذلك مدعية بأن هناك بعض الأعمال التي ستقوم بها اليوم، تساءل مايكل مستغربًا عن هذه الأعمال فهي لم تخبره عنها، سكتت دانة وهي تحدق به مبتسمة، وبعد دقائق خرج الجميع إلى أعمالهم، وبقي مايكل محدقًا بها منتظرًا إجابتها وبيده كوب القهوة، سألته بابتسامة:

- لماذا تحدق بي هكذا؟

- ما هي الأعمال التي ستقومين بها اليوم؟

أجابت مبتسمة:

- سأقوم بالتطوع في إدارة الملجأ، فهم بحاجة إلى بعض المعاونين.

أحبك ولكن! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن