القسم الخامس: الفصل التاسع عشر

981 34 24
                                    

الفصل التاسع عشر

حل الفجر، كانت دانة تغط في نوم عميق عندما اقترب منها، استلقى بجوارها متأملاً ملامحها، داعب خصلات شعرها بأطراف أصابعه، شعرت بيده تعبث بوجنتها، ففتحت عينيها منتفضة بخوف، تفاجأت بقربة الشديد منها، وبرائحة الخمر التي تفوح من فمه، تساءلت بارتياب شديد:

- مايك، ماذا تفعل؟

- أريد قبلة واحدة فقط!

همست متسائلة:

- هل أنت ثمل؟

- دانة، أنا أحبك، ولا أطلب سوى قبلة واحدة، أرجوك، لا أطلب أكثر من ذلك! ألا أستحق قبلة؟!

اقترب منها أكثر فدفعته عنها مفزوعة، أمسك ذراعيها، فصرخت به:

- ابتعد عني، أرجوك، لا تقترب، اتركني، ما الذي تفعله؟ لقد وثقت بك!

أفلتت ذراعيها وهرولت نحو باب الغرفة المغلق، فتحت الباب وتفاجأت بماغي وويليام متسمران أمام عينيها والذهول يطغي على ملامحهما، تساءلت ماغي بنبرة هادئة:

- ماذا يحدث بينكما؟ هل أنتما بخير؟

أطلقت دانة جوابها مع انسياب دموعها من عينيها:

- إنه ثمل!

تطلعا إلى أخيهما باستغراب، أمسك ويليام ذراع أخيه وأخرجه من الغرفة، بينما دخلت ماغي وعانقت دانة التي بدأت بالنحيب، جلستا فوق السرير، بدأت ماغي حديثها بنبرة هادئة:

- لم يشرب مايك الكحول بحياته، إنه يكره المشروبات الكحولية.

تطلعت دانة إليها مستفهمة، فأردفت ماغي حديثها بنبرة هادئة:

- عندما طرد والده من العمل، أدمن والده على شرب الكحول، وتغيرت معاملته لعائلته، وتوفي بسبب إدمانه، لذلك قرر مايك ألا يشرب بحياته، ولا يرتبط بأية امرأة بعلاقة جدية حتى لا يضطر إلى الإساءة بمعاملته لها، كما كان يفعل والده بهم، كان يخشى من أن يصبح نسخة من والده، هذه أول مرة بحياتي أراه في هذه الحالة، ماذا حدث بينكما ليصل إلى هذه المرحة؟!

- لا أعرف، لا أعرف، كنت نائمة وتفاجأت به!

خرجت ماغي من الغرفة متجهة إلى باب الحمام الخارجي المفتوح، سمعت صوت صنبور المياه، كان ويليام يساعد أخاه على استفراغ ما في معدته، التفت ويليام إلى ماغي قائلاً:

- إنه بحاجة إلى قهوة .

أجابه مايكل:

- لا أريد شيئًا، أشعر بالتعب أريد النوم فقط!

خرج من الحمام، حاول فتح باب الغرفة لكنه تفاجأ بأنه مقفول، فصاح:

- دانة، افتحي الباب!

أحبك ولكن! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن