القسم الثالث: الفصل الأول

399 14 7
                                    

الفصل الأول

أبريل \ السنة الأولى:

أشرقت خيوط أشعة الشمس وتسللت بين أوراق الأشجار العالية المحيطة بهم، تتخللها نسمات هواء عذبة وباردة، السماء ملبدة بالغيوم البيضاء، بدأ الجميع بنصب خيامهم في الغابة الصغيرة، ونصب مايكل خيمته بجانب خيمة ماغي وساراس، وأعطاها لدانة التي تساءلت بصوت هادئ:

- وأنت؟

- لن أبتعد، سأكون قريبًا منك، إذا احتجت لأي شيء، ناديني فقط.

ابتسمت واحمرت وجنتيها خجلاَ وهي تسأله:

- أين ستنام؟

- لا تقلقي علي، سأنام بخيمة ويل، كيف أصبحت ساقك الآن؟

- لا أعرف، لكن تبدو لي أفضل.

طلب منها الدخول إلى الخيمة والجلوس بداخلها، فدخلت وجلست وهي تمد ساقها، دخل مايكل وجلس أمامها، رفع البنطلون وفك الضمادة، الاحمرار خفيف، ضغط بيده على موضع الاحمرار وهو يسألها إن كانت تشعر بالألم، فأجابته:

- قليلاً، لكنني بخير، الألم يزول، أشعر بتحسن.

ابتسم لها واعاد لف الضمادة من جديد حول ساقها، ثم هم بالخروج من الخيمة، لكنها استوقفته وطلبت منه البقاء معها، ابتسم وأخبرها بأنه يريدها أن ترتاح وتستلقي وتحاول النوم قليلاً فأمامهم طريق طويل، ثم خرج من الخيمة، استلقت دانة وأغلقت عينيها حاولت ان تسترخي لبضع دقائق، لكنها شعرت بحركة في الخيمة، حاولت مقاومة رغبتها في النوم، ففتحت عينيها، لكنها لم ترَ أحدًا فعادت واستلقت من جديد، اغمضت عينيها وسمعت صوت حركة، ففتحت عينيها مفزوعة، ثم التفتت بنظرها بين أرجاء الخيمة وهي تشعر بشيء ما يتحرك في إحدى زواياها فصرخت مرعوبة، مستنجدة، هرع مايكل إليها مسرعًا، رأى الخوف في ملامح وجهها، فسألها:

- ماذا حصل؟؟ هل أنتِ بخير؟

اجابته بنبرة خوف:

- لقد سمعت صوت حركة في الخيمة، رأيت شيئًا ما يتحرك في تلك الزاوية.

أشارت بسبابتها إلى مصدر الصوت، فالتفت مايكل إلى الموضع الذي أشارت إليه دانه لكنه لم يجد شيئا، اقترب منها وهو يقول لها بهدوء:

- يبدو إنه مجرد كابوس، لا تخافي.

أطل جايسون رأسه داخل الخيمة، وسأل:

- ماذا حدث؟

أجابه مايكل:

- لا شيء، إنه مجرد كابوس!

وقف جايسون محدقًا بإحدى زوايا الخيمة، قال متمهلاً وهو يراقب بتمعن:

- لا أعتقد ذلك، إنه ليس بكابوس، إنها أفعى!

قال مايكل مستغربًا:

- ماذا؟ أفعى؟!

ظهرت الأفعى واقتربت من رجل دانة الممدودة، فصرخت دانة منكمشة على نفسها بهلع، صوب مايكل مسدسه نحو الأفعى فقتلها، اقترب جايسون وحمل الأفعى بيده ثم خرج من الخيمة، انفجرت دانة في نوبة بكاء حادة، ودون ان تشعر بنفسها ارتمت بين أحضان مايكل وهي ترتجف بهلع، بينما هو احتواها بين ذراعيه وربت على ظهرها برفق، حاول أن يهدئها من روعها، حاوطها بالحنان والدفء ليشعرها بالطمأنينة أكثر، فغفت دون أن تنتبه على صدره بعد أن أحست بالأمان كطفلة صغيرة بين أحضان والديها، أبعدها عنه بهدوء لتستلقي على الأرض، بقى جالسًا بجوارها لدقائق متأملاً ملامحها البريئة، ثم نهض من مكانه لكنها تشبثت بيده وشدت عليها، ثم فتحت عينيها بتثاقل وهي ترجوه وبصوت هادئ:

أحبك ولكن! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن