الفصل الثاني
توترت العلاقة أكثر بين دانة وراشد فهي لم تعد تطيقه، وهو بدوره يرمقها بنظرات غاضبة ممزوجة بالتهديد، أما ويليام فقد تغير، ولم يعد يعاملها بقسوة، فهو لا يرغب بإزعاج أخيه الذي تبدو عليه السعادة بوجود دانة بينهم، أما راشد فيعتقد أن وجود دانة بجواره سيسهل عليه التعرف إليها، لكنه مخطئ تمامًا فهو يدرك أن دانة قد تعلقت بشخص ليس من دينها ولا من وطنها، شخص مسيحي، ولم تراع دينها وعقيدتها في ذلك، وربما تكون قد وقعت في بحر الرذيلة معه، هكذا كان يفكر راشد في نفسه.
انتهز راشد فرصة غياب مايكل وويليام من الشقة، فأعضاء المجموعة تخرج بشكل دوري لاستكشاف المنطقة أكثر، تقدم راشد من دانة صارخًا محاولاً افتعال أية مشكلة وإيقاعها لتعترف بعلاقتها الآثمة مع مايكل:
- ألا تخجلين من نفسك ومما تفعلينه؟!
تطلعت دانة إليه مستغربة، كانت تتحدث مع ماغي ولم تحتك به منذ فترة، كما تفاجأت ماغي بأسلوبه الهمجي، فاقترب ساراس منه وسأله عما يغضبه وما هي مشكلته، أجابه راشد بعصبية محتقرًا ساراس بسفاهة:
- ليس من شأنك، ابتعد عني أيها الهندي!
سكت ساراس ولم يرد على احتقار راشد له، فالسكوت خير إجابة للسفيه، سألته دانة باستغراب:
- ماذا تريد؟ لماذا تصرخ بهذه الطريقة؟
أجابها بحنق:
- أنت تعرفين علاقاتي مع النساء، وأنا أعرف علاقاتك مع الرجال، أصبحنا متساويين الآن!
تفاجأت دانه من حديثه معها بهذه الطريقة الوقحة، فصرخت غاضبة:
- أي رجال؟! هل جننت؟؟ احترم نفسك، فأنا أشرف منك بمليون مرة، لا تقارن علاقاتك المحرمة بعلاقتي، لسنا متساويان أبدًا!
- أتعتقدين بأنني غبي، ولم ألاحظ شيئًا؟!
وقفت دانة ثم قالت بحدة:
- لا يهمني أبدًا ما تلاحظه، عن إذنك!
وغادرت المكان دون أن تعطيه أية فرصة للرد، اتجهت إلى غرفة جاسم التي أصبحت غرفتها منذ مجيئها، دخلت الغرفة وأغلقت الباب خلفها بعنف، استندت خلفه وهي تفكر في حديث راشد، فانهمرت دموعها، ربما كان محقًا في بعض ما قاله لها أو ما يفكر فيه، فالحب أمر غير مشروع في المجتمع الشرقي، وعلاقة المرأة بالرجل محرمة، حتى لو كانت ضمن ضوابط، ولكن المجتمع الشرقي يحلل ذلك للرجل ويحرمه فقط على المرأة، فالرجل "شايل عيبه" حتى لو مارس الرذيلة، يبقى رجلاً محترمًا بنظر بعض العقول العقيمة في هذا المجتمع الشرقي.
عرف مايكل بما دار بين دانة وراشد في غيابه، فقد أخبره ساراس بكل تفاصيل الشجار الذي دار بينهما، فغضب مايكل وتوعد راشد بإيقافه عند حده، داهم غرفته وتشاجر معه، حاول ضربه لكن ويليام أوقفه، علت أصواتهما، كل منهما يهدد الآخر، وحاول راشد أن يستدرج مايكل بالحديث والاعتراف بعلاقته المحرمة مع دانة التي كان يتصورها في عقله المريض، لكن مايكل لم يقل شيئًا، فعلاقته بدانة ليست كما كان يظن راشد.
أنت تقرأ
أحبك ولكن!
Espiritualالكتاب الأول من سلسلة "حب في زمن الكوارث" دانة فتاة مسلمة لم تستطع من ان تتجاهل مشاعرها في زمن لا إنساني زمن انتشر فيه الوباء، القتل، والموت انعدمت فيه الإنسانية زمن تنقلب فيه الأوضاع وتسود الجرائم دون رادع يقتل الإنسان لحماية نفسه يسرق لتأمين احت...