القسم الخامس: الفصل الثاني عشر

325 21 7
                                    

الفصل الثاني عشر

مضت أيام قليلة وازداد قلق ماغي كلما كبر حجم بطنها أكثر، كانت تتحسس بطنها بحب وشوق لهذا الجنين الذي سيولد بعد عدة أشهر، لكن الأفكار السلبية لا تزال تتقاذف عليها، حاولت صدها فابتسمت لتريح نفسها أكثر، دخل ساراس الغرفة، تساءلت بقلق:

- متى سنجهز للمولود؟

أجابها مبتسمًا:

- مازال الوقت مبكرًا يا حبيبتي.

- أخشى أن يداهمنا الوقت ولا ندركه!

- لا تقلقي!

حاوطها بذراعيه وذكرها بلطف أن تتناول الفيتامينات اللازمة يوميًا لصحة الجنين، غريب أن تشعر بالأمومة في زمن يتلاشى الأمان فيه، كيف سيعيش هذا الطفل في هذه الظروف التي تزداد فيها الكوارث، ويقوم الموت بمداهمتهم دون سابق انذار، فالإنسان في هذا الزمن بالكاد يتمكن من حماية نفسه، لا يعرف إلى متى سيصمد هذا الملجأ لحمايتهم من تلك الكائنات، قد يستيقظ من نومه غدًا وينقلب الحال، ويسود الموت بينهم، ويدخل الوباء أجسادهم دون رحمة.

صوت طرقات خفيفة على باب الشقة قطع حديث ماغي وزوجها، فتح ساراس باب الشقة فتفاجأ بدانة أمام عينيه في هذا الوقت المبكر من النهار، تقدمت ماغي منها وسألتها مستغربة من هيئتها:

- دانة! تبدين مرهقة، هل أنت بخير؟!

- إنها مجرد كوابيس عن عائلتي، ولا أستطيع النوم جيدًا بسببها.

اتجهتا إلى غرفة المعيشة بينما استأذنهما ساراس وخرج من الشقة بعد أن ودع زوجته وقبل وجنتيها وشفتيها، جلست ماغي بجوار دانة وسألتها:

- أعادت تلك الكوابيس من جديد؟! أتفكرين كثيرًا قبل نومك؟!

أومأت دانة برأسها، فأردفت ماغي قائلة:

- أنت لا تمضين بحياتك، يجب أن تضعي هدفًا لحياتك لتتمكني من النجاة والبقاء على قيد الحياة في هذا العالم الذي نعيش فيه.

أجابت دانة مستغربة:

- أضع هدفًا لحياتي؟! هل وضعت أنت هدفًا لحياتك؟! أتعرفين ماذا كان هدفي هنا؟! شهادة الماجستير! وهي فكرة غبية، نعم غبية، أبعدتني، بل قطعتني عن عائلتي ووطني! والآن لا هدف لي في هذه الحياة، لقد خسرت كل شيء! أنت حامل، وقد يكون هدفك ولادة الجنين بصحة وعافية، لكن أنا لا هدف لي في هذه الحياة!

اجابتها ماغي بهدوء:

- لا تكوني متشائمة!

- لست متشائمة، بل إنني أن أنظر إلى الحياة كما هي! فلا شيء يستحق البقاء من أجله!

- ما زلت فتاة شابة أمامك طريق طويل، لا تخسري حياتك، فكري بإيجابية، إنني أحاول أن أكون إيجابية من أجل طفلي، وأنت كوني إيجابية من أجل نفسك، أو ربما من أجل عائلتك التي بانتظارك.

أحبك ولكن! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن