القسم الرابع: الفصل السادس

339 17 9
                                    

الفصل السادس

بعد انقضاء يومين على غياب ويليام والبقية، تحسنت حالة ماغي الصحية ولم تفقد جنينها، خف النزيف وتوقف خلال تلك الفترة، أما دانة التي قررت أن تتحاشى مايكل قدر استطاعتها، فابتعدت عنه ولم تخرج من غرفتها إلا ما ندر، ولم تلتق به بعد أن عرض عليها الزواج ورفضته وقررت أن تعرض عن هذه المشاعر التي تنتابها، كانت تفكر وتبقى في خلوتها تصلي وتستغيث ربها لعلها تجد الحل لهذه المشكلة التي غرقت في بحرها دون أن تجد طوق النجاة الذي ينجيها من الغرق، شعر مايكل بالضيق والانزعاج بسبب بعدها عنه، فبقى منعزلاً بعيدًا عن باقي المجموعة، يفكر في حل لعلاقته بها، كان يراها تخرج من غرفتها وتدخل إليها دون أن تمر نحوه أو تتطلع إليه، فتمنى أن يذهب إليها ويتحدث معها لكنه احترم قرارها الذي اتخذته، فقد أخبرته بأنهما لابد أن ينسيا ويتجاهلا ما يشعران به، بتر تفكيره حضور سارة إلى غرفة المعيشة فجلست بكرسي مقابله، سألته عما يشغل تفكيره، فأجابها خافيًا ما في نفسه:

- لا شيء، أنا قلق على البقية فقط!

- لقد تأخروا.

- لا، من المفترض أن يصلوا خلال ساعات، لا تقلقي، سيكونون بخير.

- هناك أمر آخر يقلقك، أليس كذلك؟

خرجت دانة من غرفتها ودخلت المطبخ، كان المطبخ شبه مفتوح على غرفة المعيشة، راقبها مايكل بعينيه الولهانتين إليها، خرجت دانة من المطبخ ودخلت غرفتها وقلبها يخفق بقوة، فهي تشعر به يتطلع إليها بشغف، وتعرف حق المعرفة بأنه لن يستطيع تجاهلها ولا هي لن تقو على ذلك، سألته سارة مستفسرة:

- ما الأمر؟ أمتخاصمان؟

- كلا، نحن بخير.

- لكنها اليوم ظلت في الغرفة، ولم تخرج منها إلا ما ندر، ولم تتحدث معنا.

صوت طرقات باب الشقة يتعالى إلى مسامعهم، فتح مايكل الباب، كانت ابتسامة ويليام تشق شفتيه رحب بأخيه وعانقه، خرجت ماغي من غرفتها وارتمت بين أحضانه، دنت سارة منه متسائلة عن زوجها، فتحولت تعابير وجهه، وبدأ الحزن يظهر عليه، أطلقت سارة صرختها بجزع:

- ماذا حدث له؟ أخبرني!

خرج الطفلان من غرفتهما، نظر ويليام إليهما، فابتسم قائلاً:

- إنه بخير، كنت أمزح فقط!

ضربت سارة بمقبضيها على صدره صارخة:

- ماذا فعلت بي؟ ما هذه المزحة الثقيلة، السخيفة؟!

- أنا آسف، جايسون بخير، إنه في الملجأ بانتظاركم، سيحجز لنا شقتان متقابلتان.

سأله مايكل عن جايدا، فأجابه ويليام مبتسمًا:

- تم تعيينها شرطية في الملجأ، لن تصدق ما ستراه هناك!

أحبك ولكن! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن