القسم الثاني: الفصل السادس

524 22 3
                                    


الفصل السادس

جلست دانة على كرسي في الشرفة الأمامية، لقد أصبح هذا المكان هو المفضل لها فهو يتسم بالهدوء والسكينة، انشغل عقلها بأفكارها التي جعلتها تشعر بأن مكروهًا قد حدث لعائلتها، فقد رأت في منامها رؤية عكرت مزاجها وأقلقت راحتها، تقدم مايكل منها، قال لها مشيرًا إلى الكرسي:

- هل لي بالجلوس؟

أومأت برأسها موافقة، فجلس بجوارها، ثم سألها عما يقلقها ويزعجها، فأجابته بصوت هادئ:

- لا شيء، إنه مجرد كابوس أزعجني، لقد رأيت عائلتي في المنام.

ابتسم وقال برفق:

- لا تقلقي، سيكونون بخير.

قالت بتوجس:

- أنا قلقة على نفسي أيضًا، لا أعلم إن كنت سأبقى على قيد الحياة، أو سأموت قريبًا، أم سأتحول لأصبح منهم، فأنا أشعر بالخوف والضعف، ولا أجيد استخدام الأسلحة والدفاع عن نفسي، أحتاج إلى عائلتي، أحتاج لمن يحميني ويدافع عني، أريد أن أشعر بالأمان أكثر، أشعر بأنني تائهة هنا، بعيدة عن وطني وعائلتي، أريد أن أعود إلى وطني بأسرع وقت.

ساد الصمت بينهما وبعد تفكير فاجأها قائلاً:

- أنا سأفعل لك ذلك، أعدك، سأدافع عنك وسأقوم بحمايتك، وأعلمك كيفية استخدام الأسلحة إن رغبت بذلك، أنت لست وحيدة هنا، نحن عائلة.

- لكنك لست مضطرًا لعمل كل ذلك لأجلي.

- دانة، أنت فتاة طيبة، وتستحقين الأفضل.

ابتسمت ممتنة بخجل، ثم أكمل حديثه بتمهل وحذر:

- أنا، لا أعرف كيف أخبرك بذلك، لكنني، أعتقد بأنني أكن لك بعض المشاعر!

تفاجأت من كلامه الجريء الذي لم تتوقع أن تسمعه منه أبدًا، فتطلعت إليه مستغربة من حديثه وجرأته، استرسل مايكل حديثه:

- أشعر بانجذاب غريب نحوك، لا أعرف ماهيته، أنا معجب بك، وبشخصيتك الهادئة المهذبة، أعتقد إنني أميل إليك، فعيناي تشتاقان إليك منذ اليوم الأول لرؤيتها لك، وأصبح عقلي يهتم ويفكر بك، أما قلبي، قلبي الذي لم يخفق للحب من قبل، تزيد دقاته بسرعة لقربك...

صمت للحظات ثم أردف متمهلاً:

- أعتقد، أعتقد إنني، بدأت أحبك يا دانة!

شعرت دانة بالتوتر، والخجل، والدهشة، ولم تعرف بماذا تجيبه، انعقد لسانها وانشل في لهاته، فتدارك مايكل ذلك وحاول الاعتذار متلبكًا:

أحبك ولكن! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن