القسم الخامس: الفصل الثامن

328 21 6
                                    

الفصل الثامن

جلس مايكل على الأريكة في غرفة المعيشة، كانت الأضواء خافتة، خرجت دانة من غرفتها فناداها، التفتت إليه وكان يبدو مترددًا وقلقًا، طلب منها الجلوس بجانبه مشيرًا بكفه، فاقتربت دانة وجلست بقربه وهي تتطلع إليه متسائلة، بدأ مايكل حديثه قائلاً:

- لم تسنح لي الفرصة لأتحدث إليك اليوم، اعذريني فقد كنت منشغلاً طوال الوقت في العمل ثم ذهبت لأطمئن على جايسون.

- كيف هي صحته؟

- بخير، ألم تخرجي اليوم؟

- لا، بقيت في الشقة طوال اليوم، ولم أخرج.

صمت لدقائق وهو يفكر فيما سيقوله، ثم سألها وهو يراقب ملامحها جيدًا:

- هل تشعرين بالراحة معنا؟

تطلعت إليه مستغربة من سؤاله، لكنها أدركت من نظراته أنه جاد وينتظر إجابتها، فأجابته بصوت هادئ:

- نعم!

باغتها بسؤاله:

- ألا تفكرين بالارتباط بأي شخص آخر؟!

ألقت سؤالها بذهول:

- ما الذي تقوله؟! كيف لك أن تفكر بذلك؟

ثم فاجأها بسؤاله الذي يتكرر بين فينة وأخرى:

- ما رأيك بروبرت مثلاً؟

وقفت وهي تحدق به غاضبة:

- ماذا جرى لعقلك؟! أجننت؟!!

تطلع إليها منتظرًا إجابتها، فاسترسلت بحديثها وهي تصرخ بعصبية:

- سأجيبك بصراحة، لا يوجد أي شخص يعجبني، حتى أنت لم تعد تعجبني!

تفاجأ بها وهي تلقي بوجهه هذه الكلمات، كان يفكر مندهشًا من نفسه كيف سألها تلك الأسئلة التي لا معنى لها! تركته واتجهت إلى غرفتها وهي مغتاظة منه، قابلها ويليام الذي سمع حديثهما، دخلت غرفتها دون أن تنطق بأية كلمة، تقدم ويليام من أخيه معلقًا باستغراب:

- ألا تجيد التعامل مع النساء؟!

ظل مايكل صامتًا، فأكمل ويليام حديثه:

- لطالما كنت أتساءل عن سبب فشل علاقاتك مع النساء، والآن عرفت الإجابة! كيف لك أن تسألها كل تلك الأسئلة؟!

أجابه مايكل بنبرة هادئة:

- روبرت، روبرت إنسان مجرم، كان مسجونًا بتهمة اغتصاب فتاة قاصر وسرقة السيارات، إنني قلق فقط، كنت أريد أن أتأكد فقط من أنها لا تملك أية مشاعر إيجابية تجاهه لأطمئن أكثر!

سأله ويليام مستغربًا:

- أبهذه الطريقة تتأكد؟! أنت مجنون! أتعرف أن طريقتك هذه قد تهدم علاقتك بها، فلا تفعل ذلك، دانة بحاجة إليك، لا تزعجها أكثر حتى لا تهرب منك، وأنت تعرف جيدًا ما قد يحدث لها وهي بعيدة عنا وفي هذه الظروف بالذات!

أحبك ولكن! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن