القسم الخامس: الفصل الثالث عشر

323 19 8
                                    

الفصل الثالث عشر

استيقظ مايكل في الصباح الباكر نشيطًا، وقرر أن يبعد دانة عن الجو الكئيب الذي تحتجز نفسها بداخله، فأعد لها مفاجأة يأمل أن تعجبها، خرج معها من الملجأ بسيارة عسكرية رباعية الدفع، لم يخبرها بتوجههما رغم إصرارها على معرفة ذلك، بعد دقائق قليلة وصلا إلى مزرعة مسورة بالكامل بأسلاك كهربائية حديدية، فُتحت البوابة الرئيسية، كانت أرض شاسعة خضراء، رجال ونساء يقومون بأعمال مختلفة، فالحياة تدب في روح هذا المكان البديع، تجول معها بين أرجاء المزرعة ليريها الحيوانات الماشية والدواجن وبعض المحاصيل الزراعية، وبينما كانا يمشيان صادفتهما ولادة بقرة تحمل بين أحشائها عجل صغير، فتوقفت دانة للحظة وهي تراقب الرجل الذي ينتظر خروج العجل، تعالى صوت البقرة إلى أذنيهما، خرجت أرجل العجل الأمامية من جسد أمه، سألها مايكل مبتسمًا:

- أترغبين بمساعدته؟ ما رأيك؟!

أجابت باستغراب:

- لا، فأنا لا أعرف كيف تلد البقرة!

اتسعت شفتيه قائلاً:

- جربي، لن تخسري شيئًا!

ابتسم الرجل مرحبًا بها، تقدمت دانة نحو البقرة، طلب منها أن تمسك رجلي العجل، تسلل رأس العجل الصغير فابتسمت دانة بفرح، اقترب مايكل منها قائلاً:

- سيخرج العجل بعد دقائق، انها تجربة جديدة، استمتعي بها!

ابتسمت دانة ابتسامة واسعة وهي تتطلع بمايكل، تأملها مايكل مبتسمًا ولم ينتبها لخروج العجل إلى الحياة، صرخ الرجل بسعادة:

- لقد خرج العجل!!

التفت مايكل إلى العجل وحمله بين يديه، نظرت دانة إليه بذهول، وضعه فوق القش المكوم، وطلب الرجل أن تزال جميع المواد المخاطية على فم العجل وفتحتي الأنف ليسهل تنفس العجل الصغير، ثم قدمه لأمه التي لعقته بلسانها ونظفت ما عليه من مواد مخاطية، ابتسمت دانة بحزن:

- إنها الحياة!

هز مايكل رأسه وهو يمسح يديه بقطعة قماش معلقة فوق سور الحظيرة، اقتربت دانة منه متسائلة:

- لماذا أحضرتني إلى هنا؟!

أجابها بنبرة هادئة وهو يكمل تنظيف يديه:

- لأريك كيف أصبحت الحياة، لأبعث في نفسك الأمل، قد تكونين محقة، خسرتِ حياتك السابقة، لكنك الآن تملكين حياة أخرى، مستقبلك بين يديك، فلا تخسري هذه الحياة أيضًا، تستطيعين أن تعيشي هنا، نستطيع أن...

قاطعته باعتراض:

- لا، لن أعيش هنا مدى الحياة، أريد أن أرحل إلى وطني، لكنني الآن مقيدة هنا ولا أستطيع الرحيل، ولا أستطيع أن أكمل حياتي هنا، لا أستطيع!

أحبك ولكن! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن