القسم الخامس: الفصل التاسع

365 21 15
                                    

الفصل التاسع

   استلقت ماغي بجانب دانة، كانت تحادثها عن حياتهم الخاصة، فقد أصبحت دانة الآن جزءًا من حياتهم وفردًا من العائلة، سردت ماغي قصة والدتها مع والد مايكل وويليام، وبعض المواقف التي سمعتها من أخويها، رغم أن والدتها لم تكن تتكلم عن والدهما بأي سوء، فقد كان يحبها حبًا شديدًا إلى أن جاء ذلك اليوم الذي غير مجرى حياتهم، عندما فصل من عمله فأصبح عاطلاً مدمنًا للكحول، عصبي المزاج وقاسي الطباع، تغيرت معاملته لزوجته وولديه فوصلت إلى الضرب والإهانة والشك، لم تتحمل والدتهم ذلك فهربت من المنزل مع ولديها.

    مضت الساعات وهما تتحادثان وكل منهما تحكي ما في نفسها وتفشي عن مخاوفها، كانت ماغي قلقة على مستقبل طفلها الذي لم يولد بعد والصعوبات التي ستواجههم للبقاء على قيد الحياة في ظل هذه الظروف التي يعيشها العالم، أما دانة كانت قلقة على مصير علاقتها بمايكل التي تخشى من فقدانها وترغب بالحفاظ عليها، فهي تشعر بالراحة والثقة والأمان بوجوده معها، لكن غيرته وشكوكه يزعجانها ويخيفانها أكثر، دخل مايكل الغرفة وبيده باقة صغيرة من الورود الحمراء والبيضاء، حدقت ماغي به دون حركة أما دانة فهي مستلقية ووجهها مواجهًا للجهة الأخرى فلم تدرك أنه في الغرفة، تطلع إلى أخته طالبًا منها مغادرة الغرفة وتركهما وحدهما بعض الوقت، لكنها لم تتحرك بل أشارت إليه بالخروج، لم يطعها بل اقترب أكثر من السرير وجلس على طرفه، فالتفتت  دانة إليه وتوسل إليها أن تغفر له خطاياه، قدم لها باقة الورد، لكنها طلبت منه بكل جفاء مغادرة الغرفة مع باقته فهي لا ترغب بالتحدث إليه أو رؤيته، كانت تدعي القوة أمامه لكن قلبها يعتصر ألمًا في محجره، حدق بأخته طالبًا منها المساعدة، لكنها لم تتكلم، فبدأ حديثه مرة أخرى معتذرًا:

- أنا آسف، لا أعلم ما الذي دهاني، وكيف كنت أفكر!

قاطعته دانة بحدة:

- أخرج من هنا!

- دانة أنا أحبك، كنت أخشى خسارتك!

- أخرج من الغرفة الآن، لا أريد أن أسمع شيئًا منك، أخرج حالاً!

    وعادت دانة لتستلقي معرضة بوجهها عنه، طلبت ماغي من أخيها مغادرة الغرفة، فدانة لا تزال غاضبة منه وبشدة، ترك الورود فوق السرير، وخرج من الغرفة منكسرًا، أمسكت دانة باقة الورد، تأملتها ثم استنشقت رحيقها، وبدأت ماغي بالحديث مبتسمة:

- الورود الحمراء ترمز إلى الحب الحقيقي أما البيضاء فهي دليل للإخلاص والارتباط.

تطلعت دانة بماغي التي استرسلت بحديثها:

- أعتقد أن مايكل تعنى لإحضار هذه الباقة، فليس هناك أي متجر لبيع الورود في الجوار.

ابتسمت دانة قائلة:

أحبك ولكن! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن