الفصل الرابع عشر
سيطر القلق على أصدقائها، فدانة لم تعد من مشوارها، أظلمت السماء منذ ساعات ولا أثر لها في الملجأ، اقترحت حليمة أن يذهبوا إلى مبنى الإدارة للسؤال والبحث عنها، لكن فاطمة عارضتها:
- قد تكون برفقة مايكل، فلا داعي للقلق!
أجابتها جانسو بقلق:
- لا أعتقد أنها برفقته إلى هذا الوقت!
تساءل جانسيل بقلق:
- أين يمكنها أن تكون إذًا؟! لقد تأخرت، الساعة تجاوزت العاشرة مساءًا!
توجهت حليمة إلى باب الشقة قائلة:
- لن أنتظر أكثر من ذلك، سأذهب إلى مبنى الإدارة وأبلغ عن غيابها.
اقترحت جانسو:
- ألا يجب علينا إبلاغ مايكل بالأمر أولاً؟!
أجابها هاكان:
- لا داعي لذلك، قالت حليمة أن موظفة من الإدارة سألت عنها اليوم.
وبعد صمت، تحدثت فاطمة:
- إذًا اذهبوا إلى مبنى الإدارة، سنبقى أنا وجانسو هنا في انتظارها!
أومأت جانسو برأسها موافقة، واتجه البقية إلى باب الشقة خارجين منها، ثم التفتت جانسو إلى فاطمة قائلة:
- أنا قلقة جدًا عليها.
- وأنا أيضًا، يراودني شعور غريب، لست مطمئنة، لذلك أتمنى أن تكون في القسم الآخر برفقة أصدقائها الأمريكيين.
دخلوا المبنى ثم اتجهوا فورًا إلى قسم الاستقبال، سألوا الموظفة عن دانة لكنها نفت معرفتها بمكان تواجدها ثم خطت مبتعدة عنهم إلى أن غابت عن أعينهم، وتقدم رجل عسكري أسمر الوجه، ذو ملامح أفريقية، قام بإبلاغهم بصوت مهموس عن القضية الملفقة ضد دانة، وأنها مسجونة في غرفة مظلمة، لكن الرجل العسكري نبههم بألا يخبروا أحدًا بهويته فقد يكون مصيره كمصيرها أو أكثر من ذلك! فتطلع كل منهم بالآخر بذهول، قرر جانسيل ابلاغ مايكل بما حصل فهو الوحيد الذي يستطيع مساعدة دانة.
رائحة أنفاس نتنة تفوح في الغرفة المظلمة، وأيد قذرة تتحسس وجهها الأملس، صرخت دانة مستنجدة، لكن ظل صوتها محبوسًا في حنجرتها، فتحت عينيها لكن الظلام لا يزال قاتمًا، لم تتمكن من الرؤية، لم تجف دموعها من عينيها، ظلت تبكي وصوت شهقاتها يملأ المكان، تلت آية الكرسي والمعوذات بصوت هامس، تساءلت في نفسها أين هي؟ هل وافتها المنية؟ أهذا عذاب القبر وتلك هي أيدي الشياطين التي تحاصرها؟! لم تعد قادرة على التنفس بشكل سليم، كان الأكسجين يقل تدريجيًا، أغلقت عينيها والرعب لا يزال يسيطر على روحها، فُتح باب الغرفة، تساقطت قطرات من الماء على وجهها ففتحت عينيها من جديد، اقبضت يد على ذراعها وجرتها خارج الغرفة، صرخ الرجل بها وأمرها بالوقوف على رجليها، فوقفت دانة مرتعدة، ارتجفت أطرافها خوفًا، أمسك الرجل ذراعها وجرها إليه عنوة، فاضت دموعها بلا توقف، أدخلها غرفة مكتب مايلز الذي وقف فور رؤيته لدانة وهو يقول للرجل الذي يجلس مقابله:
أنت تقرأ
أحبك ولكن!
Spiritualالكتاب الأول من سلسلة "حب في زمن الكوارث" دانة فتاة مسلمة لم تستطع من ان تتجاهل مشاعرها في زمن لا إنساني زمن انتشر فيه الوباء، القتل، والموت انعدمت فيه الإنسانية زمن تنقلب فيه الأوضاع وتسود الجرائم دون رادع يقتل الإنسان لحماية نفسه يسرق لتأمين احت...