مشهد ١

238K 3K 224
                                    


كانت تسير متعثرة وهى بالكاد تحافظ على توزانها بسبب كعب حذاءها العالى ، اربعه سنوات وهى ترتدى ذلك الشىء الغبى وحتى الان لم تستطيع ان تعتاد عليه ..

وصلت الى باب مكتب مديرها وهى تلتقط انفاسها المتأججة من فرط جهدها المبذول وفي يديها حاملة الملفات التى طلبها من قسم الارشيف ..

اين ذلك المدير العجوز ذو القلب الطيب الذى كان يعاملها كأبنته .. تنهدت ساخرة ومنذ متى يظل الطيب للأمد وخصوصا هى مكتوب عليها الشقاء دائما ..

طرقت عده طرقات خفيفه على بابه حتى سمعت صوته الجهورى المرتعب وهو يأذن لها بالدخول

سحبت نفسا عميقا وزفرته على مهل ثم امسكت بمقبض الباب وفتحته فى هدوء ...

وضعت الملفات على سطح مكتبه وحمدت ربها انه لم يكلف عناء حتى للنظر اليها بحدقتى عيناه الرمادية الثاقبة التى تثير فى قلبها الصغير الرعب

- اى اوامر تانيه يا فندم

تمتمت بها فى خفوت ورأسها مطرق للأسفل تنظر الى ارضيه الغرفة

خلع نظارته الطبية والتقط احدى الملفات وتفحصه بملامح باهتة دون ان يكلف نفسه للنظر اليها وصاح بجمود

- عايز قهوة سادة

ارتدت للخلف وكتمت شهقتها من طلبه هل يظنها ساعية ؟ .. لقد حفرت وجاهدت حتى تصل لمركزها المرموق وتصبح اليد اليمنى لصاحب المؤسسة الضخمة .. يأتى ذلك المتنعت ويريدها ان تجلب له قهوته ؟!!

طال صمتها لينظر اليها بحده ويهتف بسخرية

- قهوة يا آنسه اظن مطلبتش حاجه غريبة كنت بتعمليها قبل كده لوالدى ولا ايه ؟!

اشاحت بوجهها وهى تهمس بقنوط

- دقيقتين وهتوصل لحضرتك

- انتى اللى تجيبيه

سحقت شفتيها السفلى وهى تهز برأسها ايجابا لتفر هاربة من غرفة مكتبه وطرقات حذائها العالى يثير به الأشمئزاز

اغمض جفنيه لعده لحظات وهو يريح بظهره على المقعد .. لا يصدق انه الآن يتولى شركة والده الرئيسية ولماذا ؟

بسبب وجود انثى افعى تريد ان تسيطر على والده وهى تظهر له جميع مفاتنها لتغويه .. يحتقر تلك النساء اللاتى تغوى رجلا فى سبيل المال فما الفرق بينها وبين العاهرة !!

فتح جفنيه عندما التقط انفه رائحة عطرها واذنه صوت طرقات حذاء كعبها العالى .. تفحص ما ترتديه بنفور بداية من خصلات شعرها الذى تركته حر طليق يصل حتى نهاية خصرها وبلوزتها الوردية الشاحبة وتنورة رمادية حتى بداية ركبتيها تلتصق بوركيها بشكل يستفز رجولته ..

رغم كونه ملابس عملية لكن يشعر بأن كل قطعه تخبرك انه للاغراء ليس اكثر ..

ارتكبت من نظرات عيناه المتفحصة وارتعشت يداها وهى تحمل صينية توجد بها قهوته ، استدارت حول مكتبه حتى تضع قدحه لكن في ثانية فقط انزلق قدح القهوة وانسكبت على الاوارق

اغمضت جفنيها وهى تستعد لسماع كلماته اللازعة وهو يهدر بها بعنف

- انتى غبيه

اطرقت برأسها للاسفل وهى تحاول كبح البكاء وخصوصا امامه ستظل هكذا حتى يأمرها بالمغادرة وستهرع الى حمام السيدات

- اسفه بجد مأخدتش بالى

همست بها بصوت خافت وهى تعض شفتيها السفلى بألم .. لكن الاعتذار جعله يثور اكثر وهو يزعق آمراً

- اطلعى بره

اجفلت من صوته وجسده الذى اصبح متحفزاً للأنقضاض عليها لتهز براسها عدة مرات وهى تفر هاربة منه وبدأت صوت شهقاتها تأخذ دورها فى العلو والارتفاع

خلل بأصابعه على خصلات شعره بقوة وهو يزفر بحنق نظر الى طيف خروجها منذ قليل ثم عاد ببصره على الكارثة التى حدثت منذ قليل

همس بوعيد وهو سيجعل تلك الحقيرة تقول حقى برقبتى ان اقتربت مرة اخرى منهم وتحاول اغواء والده او هو شخصيا
- حسابك تقل اووى يا بنت حسنى

شرقية غزت قلبىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن