الفصل الثالث عشر

70.8K 2.7K 279
                                    


كان صامتًا طوال الوقت .. كلا لم يكن صامتًا بل كان يطلق نارا ملتهبة من أنفه كل ثانيتين ..انه تنين متوحش ، عند تلك النقطة انفلتت ضحكة من شفتيها وأدتها سريعًا حينما استمعت الي زمجرة خشنة منه ، اللعنة عليه لما وافق على إيصالها من الأساس أيريد متابعة بعض ما فعله في الشركة ؟!!

فظ غليظ اللسان متوحش تنين متحرش !! .. تراجعت لثانية وهي تلقي بطرف عينيها نحوه .. ليس متحرش بالمعنى بل ..!!

توقفت افكارها ولا تعلم اي لقب تستطيع اعطاؤه له .. لن توفي أي صفة له في حقه .. هزت رأسها يائسة لتنتبه لصوته الخشن وهو يأمرها بالخروج

رفعت عيناها نحو الزجاج لتجد انها امام بنايتها .. شكرته في خفوت دون أن يسمعها وهي تترجل وتغلق باب السيارة بـ هدوء !! صفعت الباب بعنف دون أن تعبأ حتى بنظرته النارية ..

سمعت صوت صرير عالي تبعه عاصفة رمادية هوجاء تعبر عن رحيله ، سارت بضع خطوات صوب العقار وهي تتنهد براحة كونها استطاعت أن تأخذ لو بمقدار بسيط من ثأرها

انتفضت مجفلة حينما وجدت شبحًا أمامها لا تعلم من اين اتي او اين كان مختبيء ، وضعت يديها علي صدغها وهي تهدأ من ضربات قلبها المتسارعة وثواني قليلة تنعم بهدوئها قبل قدوم العاصفة

جزت على اسنانها بغيظ شديد قائلة بحدة

- خير يا استاذ مُنصف

كان متابعًا خروجها منذ الصباح الباكر حتى الآن ، يعلم مواعيد عملها جيدًا يحفظه عن ظهر قلب ، وإن تأخرت لا تزيد عن النصف ساعة او الساعة لكن الان ثلاث ساعات وحينما رآها تترجل من سيارة فارهة ولاحظ وجود هيئة رجل بجوارها كان ذلك كفيل بأطلاق شرر من النار

صاح بحدة كالأحمق

- مين الاستاذ اللي وصلك ؟

جحظت عيناها وهي غير مستوعبة ذلك الشخص المجنون .. من هو كي يصيح في وجهها .. لم تسمح له بتخطيه حدوده سوى ذلك التنين.. تأوهت بقوة وهي تعض شفتيها السفلي مانعة ذلك التنين من اقتحام مخيلتها في ذلك الوقت ..في تلك اللحظة تحديدًا

أمسكت بحقيبتها جيدًا وهمست بحدة وهي تصعد الدرج

- وانت مالك يا بني آدم

تمتم بوعيد وهو يراها تصعد الدرجات

- حسابك تقل اووي

*************

هل يخبرها أحدًا ان ليلة امس لم تحدث مطلقًا ؟!

هل يخبرها أحدًا ان ليلة امس قد محيت من ذاكرتها ؟!

هل يطمئنها أحدًا أن بعد تلك المدة التي تعلمت بها الجفاء والصلابة والبرود لم تهتز ابدًا !!

هل يوجد من يطمئنها ؟ .. هل يوجد من يحفزها الآن !!

زفرة حارة أطلقتها من شفتيها وهي تنتظر وصول المصعد للطابق المنشود .. ثواني حتى خرجت من المصعد بكل ثقة وخيلاء اكتسبتهما منذ اربعة اعوام تحديداً  متجهة نحو ابيها الآخر الذي يستطيع ان يجعلها مرتاحة .. هادئة .. باردة .

شرقية غزت قلبىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن