الفصل الرابع والعشرون

78.1K 2.8K 359
                                    

ربما الحب الذي يقلب كياننا رأسًا على عقب لا يعطيك اشارة قبل وصوله .. انه كـ القدر المحتوم تمامًا مهما ادرت له ظهرك .. مهما صرخت بأعلى صوتك .. مهما قاومت إلا ان حبائله سميكة تخنق روحك تجعلك تشعر بنارين النار الاولي بنار لوعة الحبيب والنار الثانية بنار فقدانه حتي وإن كان بقربك .. حتى وإن شعرت بصدى صوته حتى وإن شعرت بانتظام انفاسه بقربك .. الحب بحد ذاته لعنـة .

هادىء .. ساكن .. متفهم .. حنون .. رزين ، تلك هي صفاته وهي تراه يعاملها كالطفلة الصغيرة .. ينام بجوارها محضتنًا اياها بقوة خشية أن تبتعد عنه ، صامت .. مبتسم .. شارد تلك هي صفاته وهي تراقبه عن كثب

نظرت الي البارود الذي في قبضة يديها لتشعل واحدًا وترميه علي الأرض ومع دوي صوت الفرقعة صرخت بقوة وهي تتذكر حينما كانت في العاشرة تلعب مع جيرانها في الطرقات .. دوي عدة أصوات مفرقعات مرة أخرى ليدوي صوت صراخها شاقًا عتمة السكون سوي من حشرات الليل المزعجة

انتفضت على صوت زيـن وهو ينادي اسمها بلوع ، قطبت جبينها وهي تراه أشعث الشعر مرهق الملامح .. اقترب وهو يحتضنها بقوة مقبلاً جبهتها عدة مرات قائلاً بخشية

- ليـان

ارتجف جسدها بقوة من نبضاته قلبه المدوية علي صدرها ليتهجم وجهها و انذار بوجود شيء خاطيء به يزداد يقينًا انه من المؤكد يخبيء شيئًا .. لفت كلا ذراعيها حول عنقه لتدعه يحيط ذراعيه حول خصرها وهي تقول

- لماذا تصرخ هكذا لقد كنت اصرخ بمرح .. ماذا هل ظننت وجود عابث او قاتل مأجور لم يتردد للدخول الى صرحك العظيم ؟ .. اتعجب حقًا منذ قدومي هنا للمرة الأولى كنت اري حراس كالذباب في كل ركن في المنزل لكن الان لا اري سوي شخصين خارج البوابة واتعجب اكثر أنني حتى الآن زوجتك برغم ما حدث.. برغم كل ذكرى بيننا حزينة ام سعيدة الا انني ما زلت زوجتك وسيأتي فرد جديد في العائلة .. ترى ما سبب ذلك ؟ هل هو الحب زين؟ هل لتلك الدرجة مهما حدث بيننا وظروفنا المتقلبة اتعلق بك وكأنك الرجل الوحيد في حياتي ، علاقتي السابقة بيوسف لم تكن بتلك العمق ابدًا كانت علاقة هزلية ربما حبائلك المتينة منعت ثورتي عليك بت لا افهم شيء

صمتت عدة لحظات تلتقط انفاسها المتأججة وتكبح دموعها المهددة بالأنهيار لتقول بلوعة

- سارة بدأت اقلق عليها لا اكذب وانا اخبرك ان عائلة الحديدي يوجد بها سحر خاص لا تستطيع ان تقاومه أي امرأة لكن اتستطيع أن تعدني ان يجعلها سعيدة ؟! .. علي الاقل ان تكون احدانا سعيدة زين

تأمل قسمات وجهها مليًا بحزن يلعن غباءه وكبريائه اللعين لما آلت اليه الأمور لن تستطيع أن تمحو ما حدث بممحاة .. وهو يود تلك المرة أن تقترب منه كالمرات السابقة .. قرب يلتحم فيها روحيهما .. قرب يجعله مطمئنًا انها لن تبتعد عنه .. قرب يطرد جحيم أفكاره التي ستقتله يومًا ما ..وتقتل هواجسها التي تؤرقها .. توهجت عيناه الزرقاء الصافية وهو يحتضن وجنتيها بين راحتي يديه يقترب مستنشقًا عبير عطرها و لهاثها الخافت من شفتيها قائلاً

شرقية غزت قلبىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن